عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
1320
 
نهـاد الـرجوب
من آل منابر ثقافية

نهـاد الـرجوب is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
74

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Mar 2015

الاقامة

رقم العضوية
13699
01-20-2021, 05:10 PM
المشاركة 1
01-20-2021, 05:10 PM
المشاركة 1
افتراضي محادثة في غرفة الولادة
أضاء هاتفها في صمت معلنا رسالة من "الفيس بوك" من شخص مجهول بالنسبة لها
فتحت طلبات المراسلة وقرأت الاسم والرسالة فلم تعرف من المرسل.
زاد فضولها وحيرتها، ترى من يكون في هذا الوقت المتأخر؟
كانت تسهر على رعاية إحدى قريباتها في المستشفى، والوقت فضفاض بشكل مميت، نظرت لهاتفها وعادت لتغلقه، وساورها شك في أمر هذه الرسالة، قررت أن تفتحها وتبعد كل الظنون التي جاءت في مخيلتها..
قبلت الرسالة وبعثت تسأل من المرسل، رد فورا
تعارفا وتحادثا بعض الوقت، ثم عادت لرعاية قريبتها.
في غيابها بضع دقائق كان قد أرسل لها بعض الرسائل بجمل مغموسة بقليل من الطابع الذكوري الغبي، وكأنها فريسة بعد منتصف الليل.
وكلما أرسل جملة فيها كلمة تخدش الحياء يحذفها فور مشاهدتها لها.
لم تدرِ ماذا يريد بالضبط، فهمت أنه من مجتمع وبيئة تختلف عن بيئتها.
كان يعتقد أن أي امرأة في مكانها وفي هذا الوقت من الليل وبهذا الكرم الباذخ من الكلمات الرومنسية ستكون سهلة المنال لبدء حديث سخيف مثله، وأن أي امرأة لن تحتمل عشر دقائق لتقع في شباكه بدافع الاعجاب.
كانت أوضح من عين الشمس وكان هو أكثر ظلمة من سواد تلك الليلة.
حاولت أن تنهي الحديث بلطف وبعزة وكبرياء امرأة أصيلة
لم يفهم أنها مختلفة عن كل اولئك اللواتي مررن في حياته
قرأت آخر رسالة بعث بها فتقيأت من عظم الصراحة في حديثه
تمالكت نفسها وظلت بهدوئها واتزانها كأنها لم تقرأ ما كتب من كلمات

أرسلت له: رسالة أخيرة كتبت فيها
"بامكانك أن تشرب قهوة ساخنة
ربما نلتقي يوما ما"
وأقفلت تلك المحادثة ب"حظر أبدي" وعادت لقريبتها ترعاها هي ومولودها بحب كبير
وأغلقت هاتفها مشمئزة من صنيع هذا المرسل.
****

متى سيفهم آدم أن المرأة مهما كانت كتابا مفتوحا أمامك لن تسلم لك مشاعرها وقلبها ووقتها بلحظات لهو على صفحة عابرة.
كن أسمى وأرقى