الموضوع: التهويدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-26-2017, 11:57 PM
المشاركة 30
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ...

يضاف الى ما قلناه اعلاه حول الجزء الثاني من النص وعلى الرغم من المؤشرات التي سقناها حول العلاقة و الترابط الوثيق بين اجزاء النص الثلاثة وأنها على الأرجح سيناريوهات لثلاثة احلام تفتقت عن عقل عانى الكثير من تجارب الفقد خاصة تجربة فقد الام في الطفولة فكانت هذه الأحلام متنفس لما اختزن من الم في عقل بطل النص، على الرغم من كل ذلك لا يمكننا في الواقع ان نستثني بان هذا السرد ينتمي الى أدب الديستوبيا او أدب ما بعد الكارثة كما رأت الأستاذة ريم بدر الدين وايدها الاستاذ ياسر في ذلك كما ورد في خلاصته حول فكرة النص. وقد تكون الكارثة هنا تجربة البطل الشخصية المرتبطة بالفقد وقد تكون قضية عامة مرتبطة بالحروب والكوارث التي تعصف بهذا الكون هذه الايام خاصة ان وطن الاستاذ مبارك كان قد مر منذ سنوات قليلة بتجربة مريرة وكارثية لا بد انها خلفت اثرا مهولا في ذهن كل من عايشها.

أيضاً لا يمكن استثناء ان يكون السرد هنا من نمط الخيال السحري فالأحداث في النص بعيدة كل البعد عن الواقع المعاش وهي تبدو بشكل جلي من إبداع مخيلة الاستاذ مبارك الحمود الذي يتقن هذا النمط من السرد كما راينا في قصصه السابقة التي وقفت عاجزا عن فهم مقاصده في واحده منها على الاقل.

وهذه القدرة التي يختزنها النص هنا ويجعله قابل للتاويل على عدة اوجه وسيناريوهات هي جزء من عبقرية الاسلوب السردي لدى الاستاذ مبارك الحمود، فهو يضع في نصه مؤشرات وكلمات مفتاحية ليلمس المتلقي وحدة الموضوع، وترابط الحبكة ، لكنه يبقيه غامضا بما فيه الكفاية لتتعدد القراءات والتأويلات. وهذا ما يساهم مساهمة فعالة في جعل النص سحريا. وهو في الغالب يحتاج الى عقل جماعي لفكفكة طلاسمه وسبر اغواره وفهم مقاصده . *
يتبع ...