الموضوع: التهويدة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2017, 11:18 AM
المشاركة 27
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اما الادهاش في النص فياتي من جملة المحسنات البديعية التي ساقها القاص لتجعل منه نصا بديعا غاية في التاثير والوقع على عقل وحواس المتلقي فهو يورط المتلقي دفعة واحدة بالحدث من خلال عنوان النص وعتبته الجذابة للانتباه، وما يلبث ان يفجر قنابل من الجمال في كل خطوة يخطوها مستخدما كل ما لديه من ادوات مثل الدراما والحركة واثارة الحواس والتضاد والالوان وحتى اختيار الموضوع وثيمته التي تعالج الموت والحياة واليتم وفقدان الام وهي الاكثر سحرية على المتلقي.
وما زاد من سحرية النص هو قدرة مخيلة القاص على اختراع اماكن وشخوص كانهم من عوالم اخرى مثل عالم الف ليلة وليله. ويتضح من التعمق في النص بأن القاص متأثر كثيرا بالتراث الديني الاسلامي ولو اننا لا نلاحظ تناصا جليا مع نص محدد مكن الاشارة اليه، لكننا نستشف من الفكرة والاسلوب والسرد انها تتناص مع هذا التراث الديني الى حد كبير خاصة فيما يتعلق بعملاق النسمات وبوابة السماء التي تنفتح فيشتم بطل النص منها روائح توحي بوجود مكان جميل خلف تلك البوابة حيث رحلت والدته ومن هناك يستمع لتهويدة امه بعد انقطاع طول. وكأن القاص استوحى فكرتة وسحرية سرده من الاسلوب القصصي القرائني فائق الجمال والتاثير او على الاقل تأثر به ايما تأثير.