عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2014, 05:59 AM
المشاركة 35
احمد ابراهيم
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأخ أيوب / تحية مباركة ... صحيح ان الصراع بين الأخوين قابيل و هابيل نتج عن اطماع غريزة .. هذه الغريزة عبرت عن نفسها ليس في مجال الدافع الجنسي فقط ، إنما كان هنالك ايضا الدافع للتملك .. فالزوجة كانت مثلها مثل أدوات الملكية سواء كانت سلاح او كهف او حيوان اليف ... و الحق ان هذا التصور لا زال قائما ، و ان كان ملطفا بعض الشيء ... قولك " و لا يوجد ما يؤكد ان سبب صراعهما هو الخوف .." ، قول محير !!!! اذا لماذا قتل اخاه ان لم يكن خائفا !!!! . ثم تذهب فتقول " و علي كل حال لو كان الخوف هو السبب فهو ايضا شيء غريزي يولد مع الانسان " .. الخوف ليس بغريزة إنما هو التواء بالغريزة سببه الجهل .. و لا هو يولد مع الانسان !!! ، البداهة المعاشة تقول ان الطفل لا يعرف الخوف في مراحل طفولته الباكرة ، ان الامر علي خلاف ذلك .. فإذا سلمنا بان الغريزة واحدة و هي الحياة تعبر عن نفسها ، فسوف نجد انها تتخذ اعلي و ألطف صور التعبير عن نفسها في مرحلة الطفولة الباكرة .. الطفل لا يعرف الخوف لانه غير منقسم .. بمعني ان ظاهره و باطنه واحد .. و هذا يفسر السر في انجذابنا نحوه .. كانما نحسده علي هذه الصمدية ، هو غير منقسم لكنه يعيش في المجتمع الذي يقسمه ، و تنمحي الفطرة السليمة رويدا رويدا حتي يبلغ و يظهر خلاف ما يبطن كما نفعل نحن البالغين ... يأتي الخوف و يسرق لانه خائف عَل حياته و يكذب و يزني و هو خائف من العقوبة ، و هو ايضا خوف علي الحياة .. و يرتشي و يداهن و ينافق و يراكم المال و الممتلكات ، و يلجأ في ذلك الي اخس صور السلوك وضاعة .. يفعل كل ذلك لانه خائف علي حياته .. يريد ان يؤمنها ضد الموت ، و ما الخوف من المرض و الشيخوخة و الفقر و العجز الا صورة من صور الخوف علي الحياة ... هذا ما من اجله جاء منهاج الصلاة ؟؟؟ لكي نحرز وحدتنا الداخلية و نتخلص من الانقسام الداخلي الذي يعصف بحياتنا و باستقرارنا النفسي .. فالحياة التي نريد ان نحتفظ بها و نعبر عنها موجودة هنا و الان .. كلما زاد الخوف ، كلما ابتعد العقل عن مركز الحياة و ذهب يبحث عنها في الماضي و المستقبل .. و كلاهما غم و هم !!! انه لحق ان الانسان اناني ، ثم ان كماله في أنانيته هذه .. فهو عندما نزل أسفل سافلين ، نزل و في ذاكرته أحسن تقويم .. في ذاكرته الحياة الكاملة التي لا يلحقها نقص و لا تووفها افة .. دائماً ما أقول ان الانسان لا يتعلم علما مستأنف ، لذلك سمي القران بالذكر .. ( و لقد يسرنا القران للذكر فهل من مذكر ) .. هناك بالطبع فرق كبير بين الانانية الجاهلة المتسفلة التي تري مصلحتها فقط ، و الانانية العالمة التي تري خيرها في خير الآخرين .. مرة اخري ، لماذا الصلاة ؟؟؟؟؟ لانها المنهاج الوحيد الذي يحرر من الخوف و الانقسام الداخلي ، بدايتها في محاولة توحيد كل صور الخوف في خوف واحد .. هو الخوف من الله .. لذلك اوردت نموذج النبي الكريم .. لا ادري لماذا اشرت انت الي الانسان المتدين ؟؟؟؟ وصف الانسان المتدين لحقته في هذه الأيام بعض الظواهر السالبة من رياء و تكلف . ثم انني لم اقل ان الانسان سواء كان متدين ام لا يمكن ان يتخلص من الغريزة !! كيف ذلك ؟؟ اذا قلت ان الغريزة واحدة و هي الحياة .