الموضوع: ليست كأحد من النساء ...
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
5792
 
الصورة الرمزية عمر مسلط
عمر مسلط
من آل منابر ثقافية

عمر مسلط is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
614

+التقييم
0.10

تاريخ التسجيل
Sep 2007

الاقامة
الأردن

رقم العضوية
3984
08-03-2014, 02:00 PM
المشاركة 1
08-03-2014, 02:00 PM
المشاركة 1
افتراضي ليست كأحد من النساء ...


هناك في غزة .. تجترح المرأة من بهجة أحزانها نفقاً إلى السماء ..

هي ليست كأحد من النساء .. لا تتعطر مثل السيدات .. ولا تعرف ترف القهوة

على أرصفة باريس .. ولم تسمع عن حكايا شانيل ... ولا تأبه بعالم كريستيان ديور ..

هي إمرأة .. تتعطر بدم طفلها الشهيد .. وتضع على وجهها ما تيسر من تراب الأرض ..

ثم تمضي مُتبرجة إلى فردوسها الموعود ..

هي إمرأة .. عُرسها يبدأ على شاطيء البحر .. وينتهي بقصف من وراء البحر ، فتضحك ..

وتمضي بفارس أحلامها .. إلى بيت الصفيح ...

هي إمرأة .. تستقبل مولودها الجديد .. بنبأ أخيها الشهيد .. فتزغرد لهما معاً ..

وتطلق على طفلها الجديد ، إسم أخيها الشهيد ...

هي إمرأة .. يتعجب العالم كيف تودع إبنها الذي قد يعود .. أو لا يعود ..

هي إمرأة .. ترضع طفلها ليلاً على _ سورة الإسراء _

وفي الفجر - تهدهد له : موطني ... موطني .......

هي إمرأة .. تقف عشر ساعات من أجل رؤية إبنها السجين ..

وتأبى أن تقف دقيقة أمام ذل المحسنين ...

هي إمرأة .. تقرأ في وجهها جمال ( الواو) في وطني .. وشموخ ( الشين ) في شمسي ..

هي إمرأة .. تعلمت كيف تصنع من رغيف الخبز .. مائدة ليتامى الحي ..

هي إمرأة .. تحكي لنا حكايا ألف ليلة وليلة .. من ليالي ذلنا الطويل ...

هي إمرأة .. تشتاق الفجر .. كي تفتح ناقذتها على تينة البيت العتيقة ..

هي إمرأة .. تُعلم نساء الأرض ، فن الولادة تحت الأنقاض ...

هي إمرأة .. تنتظر القصف .. كي تُطرز على وهجه ثوب زفاف إبنتها الوحيدة ..

هي إمرأة .. إن حاولتَ فهمها ، ستوصلك إلى حد الجنون .. فإحذر أن تتمادى في التفاصيل

هي إمرأة .. حلمها أن تموت واقفة .. وأن لا نموت منافقين ...

هي إمرأة .. إن شاءت .. أضاعتك في تفاصيل الأرض وخطوط العرض ..

هي إمرأة .. بإمكانها ان تُحيل المبتدأ خبراً .. عاجلاً يصعق وجه الفضائيات ..

هي إمرأة .. تعلم أطفال الحي حرف النون .. وكيف يسطرون ..

... هي الصبح إذا تنفس ... والعصر .... والفجر ....

هي الشمس وضحاها ...


سَيدَتي ... أجمَلُ الوَرد .. هُو الذي تُغطيه الأوراق !