الموضوع: المُلْهِمَة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2012, 03:40 PM
المشاركة 8
محمد الصاوى السيد
عضو النادي الأدبي بسوهاج
  • غير موجود
افتراضي
تحياتى البيضاء

كوني هسيسَ الفجر في تجواله
أو زقزقي مثلَ السنونو الحائمةْ

حين نتأمل هذى اللوحة الجميلة ، نجد أننا أمام حالة من الرومانسية العذبة التى نحن فى مسيس الحاجة إليها فى جدب أيامنا التى نحياها ، نحن أمام لوحة تقوم علائقها النحوية على وجدان وفكر ثريين نابضين الحنين والصبابة

- إننا حين نتأمل علاقة الجملة الفعلية الأمر " كونى "نجد أننا أمام بلاغة الرجاء الهامس الذى يجىء فى ظاهره النحوى أمرا ، بينما هو فى حقيقته رجاء رهيف حان ٍ ينساب جداول من أسى

- ثم ولنتأمل دفقة التخييل التى يكنزها علاقة الخبر لنا " كونى هسيس الفجر حيث نحن أمام الخبر الذى يكنز التخييل عبر التشبيه البليغ الذى يحتاج ربما للتأويل ليتجلى لنا ما يقوم عليه السياق عبر علاقةالإضافة " هسيس الفجر " حيث يكون تأويل التشبيه البليغ " كونى فجرا كالهسيس " أو يكون تأويله " كونى هسيسا كالفجر " وكلا السياقين يحملان تنافرا ظاهريا ، حيث الفجر هو زوال الظلمة وتجلى النهار وميلاد الحياة ، بينما الهسيس هو الصوت الخفى الذى لا يكاد يفهم أو يبين

- لذا يمكن القول أن سياق " كونى هسيس الفجر فى تجواله " يستحيل تعبيرا كنائيا عن حالة السكينة الهادئة الحانية الآنية ، والبشرى الحيية الخجول بمجىء النهار ، وهى البشرى التى يراد لها أن تكون هسيسا خفيا

- والحقيقة أن اختيار الهسيس هنا متناغم مع فكرة النص وهو الملهمة التى تكون دوما ظلا يتراءى فى طيف الكلام وفى حنايا البوح ، فهى لا تكون جلية فجة بل هى الملهمة التى كالروح تنبض وبها نحيا ولا نراها ولا نقدر أن نلمَّ بها إلا خفيا فهى الهسيس الناعم الحانى الذى لا يطال إلا بأنامل الأمنيات

- ثم ولنتأمل علاقة العطف " أو " التى لا تحمل تخييرا بل هى علاقة تكثف من دلالة الرجاء والتمنى الذى ينداح فى أفق الشطرة الأولى

- نتلقى علاقة الأمر " زقزقى " كرجاء يكنز التخييل عبر الاستعارة المكنية التى تخيل لنا الحبيبة وقد صارت كيانا آخر أكثر رهافة ولطفا ، إنها تستحيل طير يصدح ويغنى ، والحقيقة أن جرس الفعل " زقزقى " يكمل صورة الهسيس فالزقزقة صوت جلى صادح مسموع ، أة أن الهسيس والزقزقة يكملان وجود الحبيبة كما يجب أن تراه بصيرتنا فى لوحة النص

- ثم نتلقى علاقة التشبيه " مثل السنونو الحائمة والتى تجىء عبر شبه الجملة " مثل السنونو " والتى تمثل شبه جملة حال تسيج دلالة الزقزقة وتجلو لنا مشهديتها فى لوحة النص ،

- ثم ولنتأمل جمالية علاقة النعت " الحائمة " وهى العلاقة التى تنشر ظلا رهيفا على رسالة النص فالكتابة حيرة عذبة وتحويم على نبع البوح تماما كما تلك السنونو التى تزقزق فى حزنها السعيد فتلهم الوجدان وتكون القصيدة