عرض مشاركة واحدة
قديم 09-17-2010, 12:41 PM
المشاركة 39
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
ولكنْ على الشِّركِ الخفيُّ عَكَفْتِ لو
عرفتَ بنفسِ عن هدى الحقِّ ضلَّتِ
وفي حُبّهِ مَن عزَّ توحيدُ حِبِّهِ،
فبالشّركِ يَصلى مِنهُ نارَ قَطيعَة
وما شانَ هذا الشّأنَ مِنْكَ سِوى السَّوى
ودعْواهُ، حقّاً، عنكَ إنْ تُمْحَ تثبُت
كذا كنتُ حيناً قبلَ أن يُكشَفَ الغِطَا
مِنَ اللَّبسِ، لا أنفكُّ عن ثَنَوِيَّة
أروحُ بفقدٍ بالشهودِ مؤلِّفي
وأغدوا بوجدٍ بالوجودِ مشتِّتى
يُفرِّقني لي التزاماً بمحضَري
ويجمعُني سلى اصطلاماً بِغَيْبَتي
أخالُ حضيضي الصّحو، والسُّكرَ معرَجي
إليها ومحوِي مُنتهى قابَ سِدرتي
فلمّا جلَوْتُ الغَينَ عنّي اجتَلَيْتُني
مفيقاً ومني العينُ بالعينِ قرَّتِ
ومِن فاقتي، سُكراً، غَنيتُ إفاقة ً،
لدى فَرقي الثَّاني فَجمعي كَوَحدَتي
فجاهِدْ تُشاهدْ فيكَ منكَ وراءَ ما
وصَفْتُ، سُكوناً عن وُجودِ سَكينة ِ
فمِن بعدَ ما جاهدتُ شاهدتُ مشهدي
وبي موْقفي، لابلْ إليّ تَوَجّهي،
كذاكَ صَلاتي لي، ومِنّيَ كَعْبتي
فلا تَكُ مفتوناً بِحُسْنِكَ، مُعْجباً
بنفسِك موقوفاً على لبس غرَّة ِ
وفارِقْ ضَلالَ الفَرْقِ، فالجمْعُ مُنتِجٌ
هُدى فِرْقَة ٍ، بالاتّحادِ تَحَدّتِ
وصرِّحْ باطلاقِ الجمالِ ولا تقلْ
بِتَقْييدهِ، مَيلاً لزُخْرُفِ زينَة
فكُلُّ مَليحٍ حُسنهُ مِنْ جمالها
مُعارٌ لهُ، بل حُسنُ كلّ مَليحة ِ
بها قيسُ لبنى هامَ بلْ كلُّ عاشقٍ
كمجنونِ ليلى أو كُثيِّرِ عَزَّة ِ
فكُلٌّ صَبا منهُمْ إلى وَصْفِ لَبْسِها،
بصورة ِ حُسنِ، لاحَ في حُسنِ صورة ِ
وما ذاكَ إلاّ أنْ بدَتْ بِمظاهِرٍ،
فظنُّوا سِواهَا وهيَ فيها تجلَّتِ
بدَتْ باحتِجابٍ، واخْتَفَتْ بمظاهِرٍ
على صِبَغِ التّلوينِ في كُلِّ بَرزَة ِ
ففي النّشأة ِ الأولى تَرَاءَتْ لآدَمٍ
بمظهرِ حوا قبلِ حُكمِ الأمومة ِ
فهامَ بها، كَيما يكونَ بهِ أباً،
ويَظْهَرَ بالزّوجينِ حُكْمُ البُنُوّة ِ
وكان ابتدا حُبِّ المظاهِرِ بعضَها
لِبعْضٍ، ولا ضِدٌّ يُصَدّ بِبِغْضَة ِ
وما برحَتْ تبدو وتخفَى لِعلَّة ٍ
على حسبِ الأوقاتِ في كلِّ حقبة ِ
وتَظْهَرُ لِلْعُشّاقِ في كُلِّ مظْهَرٍ،
مِنَ اللّبسِ، في أشْكال حُسْنٍ بدِيعَة ِ