عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
15

المشاهدات
5954
 
محمد حمدي غانم
أديب ومبرمج تقـني مصري

اوسمتي


محمد حمدي غانم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
528

+التقييم
0.12

تاريخ التسجيل
Oct 2011

الاقامة

رقم العضوية
10554
11-11-2011, 06:39 AM
المشاركة 1
11-11-2011, 06:39 AM
المشاركة 1
افتراضي قصيدة حكاية البحر (+ إلقائي لها)
قصيدة حكاية البحر (+ إلقائي لها)

هذه هو إلقائي للقصيدة:


حِكـايَـةُ البَحْــر
شعر: م. محمد حمدي غانم

أزِِفَ الصّباحُ ولمْ تَبِنْ ... والموجُ يعْوي، والرّياحُ بلا وَطَنْ
يومانِ: لا نومٌ يُظلّلُ مُقْلتيَّ، ولا صُراخٌ أو سَكَنْ
[ ثاوٍ على صخْرٍ أصمَّ و ليتَ لي قلبًا] يُفتّتُه الشَّجَنْ
لا دمعَ لي، وظننْتُ أنّ فِراقَها طوفانُ دمعٍ من مِحَنْ
والبحْرُ نزْفُ دَمِي، وعينايَ المُسَمَّرتانِ جُرْحٌ لا يئِنّْ
يومانِ: يقبسُ موجُه من عطرِها، ويَضِنُّ هذا البحْرُ أنْ...!
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ


قالتْ بأحْرفِها الصّغيرةِ: "أنتَ تُكْملُ غُنْوةَ الشّطِّ البعيدْ"
"عيناكَ كالأصْدافِ: فيها وشْوشاتُ البحْرِ للقلبِ العَميدْ "
"هيّا نقولُ حكـايةً للرّمْلِ، نبني قصْرَنا، ونُقيمُ عيدْ"
وتبعْتُها، والرّيحُ تمْزجُ في ضفائرِ عُمْرِها حُلْمي الوليدْ
وتشُدُّني للبحْرِ ضاحكةً، وأصْرخُ خائفًا: "لا .. لا أريدْ"
كانتْ عروسَ البحْرِ، تعْشقُ عمْرَه المطْويَّ في السّرِّ الشّريدْ
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ


يومانِ مرّا: ربّما صارتْ أميرةَ أغْنياتِ البحْرِ
أو لؤلؤًا .. أو ربّما صارتْ خشوعَ البحْرِ عندَ الفجْرِ
يومانِ: والوقْتُ البليدُ يلوحُ للمذبوحِ مثلَ الدّهْرِ
وأظنُّ أنّي صرتُها: عينايَ نايُ الأمنياتِ البِكْرِ
ثغْري حُسامٌ حاسمٌ، مُتألِّقٌ ببريقِ بَرْقِ الشِّعْرِ
رُوحي رياحٌ تقْلعُ الطّغيانَ، تصْفعُ قهْقهاتِ القهْرِ
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ

كانتْ تُحبُّ اللهَ، والتاريخَ، والوطنَ المُعذّبَ، والجِراحْ
لا تنْحني، لا تعْرفُ الصّمْتَ الغبيَّ، ولا يُزلزلُها الصّياحْ
بَرِقتْ لليلِ الخائفينَ الصّامتينَ، وزيّنتْ ثوبَ الصّباحْ
وسخرْتُ من إيمانِها: "لِمَ ترْكضينَ وحيدةً ضدَّ الرِّياحْ؟"
"كوني معي".. قالتْ: "أنا كالبحرِ شُطآني تُحاصرُها الرّماحْ"
"حرّيّتي مَوْجي، ولو أخْمدتُه كلُّ المعاني تُستباحْ"
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ

يومانِ مرّا: لمْ تُبارحْ رُوحيَ المطْعونةُ الجسدَ السَّقيمْ
كنّا بهذا الشّطِّ نعدو ضاحِكَيْنِ وبينَ نجْوانا نهيمْ
وتعانقتْ أرواحُنا وأَكُفُّنا، بَيْنَا يُبعْثرُنا النّسيمْ
وتشدَّني للبحرِ ضاحكةً، فأصْرخُ خائفًا: "لا.. لا أرومْ"
والبحْرُ يجْذبُ ثوبَها، وتمدُّ كفّيها إليَّ ولا أقومْ
في لحظةٍ مجنونةٍ مدّتْ وحوشُ البحْرِ أذْرُعَها تَزومْ
في البحرِ غابتْ لمْ تَبِنْ


أَزِفَ الصّباحُ ولمْ ... ولمْ ... ماذا أرى يخْتالُ فوقَ الماءِ؟
نَبَضَتْ جَوَانِحُ عمريَ المطْعونِ في صدري بِدَفْقِ دمائي
بانتْ أخيرًا، ترتدي ثوبَ الزّفافِ ووجْهُها كسمائي
ومشيْتُ كالمسْلوبِ ، خُضْتُ البحْرَ في ترنيمةِ الأضْواءِ
قالتْ بعينيها: "أُحبُّكَ"، فابتدا عمْرُ الأماني، وابتديتُ غِنائي
وتشدُّني للبحْرِ ضاحكةً ، فأُذْعِنُ ـ باسمًا ـ لندائي
أزِِفَ الصّباحُ ولمْ نَبـِنْ

محمد حمدي غانم
5-12-1999