عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2013, 10:24 PM
المشاركة 8
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي القصة السابعة ( ثقوب الكلام )
( ثقوب الكلام )
محمد عبدالرازق عمران
كان هناك طفل يصعب إرضاؤه .. فأحب والده أن يعطيه درسا من دروس الحياة فأعطاه كيس مليء بالمسامير وقال له :
ـ قم بطرق مسمارا واحدا في سور الحديقة في كلّ مرّة تفقد فيها أعصابك أو تختلف فيها مع أيّ شخص .
في اليوم الأوّل قام الابن بطرق 30 مسمارا في سور الحديقة ، وفي الأسبوع التالي بدأ الابن يتعلم كيف يتحكم في نفسه ، وكان عدد المسامير التي تطرق يوميا ينخفض .. اكتشف الابن أنه تعلّم بسهولة كيف يتحكم في نفسه لأن ذلك أسهل من الطرق على سور الحديقة ، وفي النهاية أتى اليوم الذي لم يطرق فيه الابن أيّ مسمار في سور الحديقة ، عندها ذهب ليخبر والده أنه لم يعد بحاجة لأن يطرق أيّ مسمار ، فقال له والده :
ـ الآن قم بخلع مسمارا واحدا عن كل يوم يمرّ بك دون أن تفقد أعصابك .. مرّت عدة أيام .. وأخيرا تمكن الابن من إبلاغ والده أنه قام بخلع كلّ المسامير من السور ، عندها اصطحب الوالد ابنه إلى السور وقال له :
ـ بُنيّ .. قد أحسنت التصرف ، ولكن أنظر إلى هذه الثقوب التي تركتها المسامير في السور ؛ والتي لن تعود أبدا كما كانت .. بُنيّ .. عندما تحدث بينك وبيت الآخرين مشادّة أو اختلاف وتخرج منك بعض الكلمات السيئة فأنت تتركهم بجرح في أعماقهم كتلك الثقوب التي تراها .. أنت تستطيع أن تطعن الشخص ثم تخرج السكين من جوفه ، ولكن تكون قد تركت أثرا لجرح غائر ، لهذا لا يهم كم من المرّات قد تأسفت له ، لأن جرح الأحاسيس والمشاعر أشدّ من جرح الأجساد .. بُنيّ .. الأصدقاء جواهر نادرة ؛ فهم يبهجونك ويساندونك ، وهم جاهزون لسماعك في أيّ وقت تحتاجهم ، لذا أرهم دائما مدى حبّك لهم .