الموضوع: المشهد المصري
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2013, 09:26 AM
المشاركة 24
أحمد إبراهيم عبد العظيم
مُـفكـر وأديب مصـري
  • غير موجود
افتراضي
5 / الوطن الأنوي

وجَّه أحد الحقوقيين سؤاله لمواطن بإحدى القرى التابعة للدائرة الانتخابية لعضو البرلمان السابق ورجل الأعمال الشهير وأحد أباطرة صناعة الحديد في مصر والشرق الأوسط ....عن رأيه في هذا الرجل , فجاءت إجابته أنه يحب الرجل جداً وبدأت كلماته تعبر عن الحب والتقدير لعضو مجلس الشعب الذي يمثلهم ويلبي مطالب القرية ويقدم لهم الخدمات والمساعدات , فقال له صديقنا الحقوقي.. أليس هذا الرجل من الذين أفسدوا الحياة السياسية وما تبعها من آثار اقتصادية واجتماعية فادحة فاضحة , ألا تعلم أن الرجل يستغل منصبه وأمواله ونفوذه السياسي لتحقيق أهداف ومصالح شخصية تضر بالوطن .. صمت المواطن عن قليل من الحياء عاري الاقتناع أو المبالاة .
هذا المواطن أنا لا ألومه صراحة ً فربما بنظرته القاصرة تجاه قريته وما جنته من مكتسبات يعبر برده بالشكر أو الوفاء لمن خدمهم ولا يفرق معه أن حقيقة كل خدمة قُدمت لهم أساسها حق وليست هبة أو عطية أو منحة.
يعيش هذا المواطن ومعه كثير حالة الوطن المفرد التي لا تبلغ عتبات الوطن الكبير , هذا المواطن لو اشرئب قليلا لرأى القرية المجاورة لهم يأكلها الجوع والمرض ونقص الخدمات والمرافق وسوء البنية التحتية , فهو لا يعي إلا بوطنه الصغير ولا يبالي إلا بما يوزع عليه ليعيش.

هؤلاء كثيرون وطالما لم يصابوا بمكروه أو أذى يلحق بهم أو بذويهم فأنهم صامتون في وطنهم الأنوي يستمتعون ويمرحون داخل جلدهم السميك ولا تتعدى أصواتهم حد الحنجرة , هم ينظرون لما تحت أقدامهم من الأخضر ولا يكترثون أن الأرض تتآكل حولهم وستأكل الأخضر واليابس.

كثُر الهرج والمرج وتبلدت العيون وتحجرت الأقدام ونُكست الأصوات , لا تنزعج عقول ولا تتألم قلوب وأسهل ما يكون أن تُحول القناة وتُشيح بوجهك بعيدا عن الصورة , ربما تتصدق بقليل من تعاطف اللحظة أو الساعة أو اليوم الذي يموت ويحيا حتى يُدفن أعماق الصدور.



اللهم أحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين