عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-2010, 06:30 PM
المشاركة 8
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد :
-----------------------
التعامل مع الغير من خلال الصورة الذهنية :
إن هناك فكرة مصيرية ومؤثرة في حياتنا ، وهي أن تعاملنا مع الغير يكون من خلال الصورة الذهنية للآخرين ..
نحن لا نعلم بواطن الأشخاص ، ولا نعلم ما في النفوس ..
لكل منا ريشة يرسم بها صورة الأشخاص في ذهنه .. هنا تتدخل عوامل الشر ، وتأخذ دورا مهما في الرسمة ..
يحاول الشيطان أن يوسوس للإنسان ، ويلقنه أن هذه الصورة هي الصورة الصحيحة ..
مثلا : إنسان يتعامل مع مؤمن تقي ورع ، ولكن الشيطان يجسده له على أنه شخص فاسق ..
إنسان له زوجة صالحة إجمالا ، ولكن في ذهنه أنها سيئة ، وهكذا بالعكس ..
فإذن ، إن كلمة يوسوس فعل مضارع ؛ تعني أن هذه العملية مستمرة .

من موجبات رسم الصورة القبيحة :

- سوء الظن :
كأن يرى الإنسان من أحدهم فعلا ؛ يقبل التفسير الصالح ، ويقبل التفسير الطالح ..
مثلا : يرى مؤمنا مع امرأة ، ولا يعلم : هل هذه أجنبية ، أم زوجة لهذا الشخص !.. إذن هناك احتمالان :
احتمال أنه عقد عليها ، واحتمال أنها علاقة غير شرعية .. فلماذا يرجح جانب السوء على جانب الخير ؟!..

-الاستماع إلى شياطين الإنس : هناك قوم لا يريدون إلا الشر للآخرين ، وإذا رأوا حسنة حسدوا صاحبها ؛ فهؤلاء أيضا لهم دور الوسوسة ..
ولهذا في سورة الناس رب العالمين يقول : { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .. هؤلاء دورهم دور الشياطين تماما في أنهم يوسوسون في الصدور .

كيف نبطل هذا الكيد ؟..
أولا : الاستعانة بالله عز وجل ..
قبل أن تفكر في شخص ، وقبل أن تفكر في أمر، وقبل أن تفكر في قرار؛ قل : يا رب !.. سددني ، خذ بيدي ، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبد ا!.. وخاصة في القرارات المصيرية ، إذا أردت أن تقوم بعمل هام جدا ، صلّ ركعتين ، وقل :
يا رب خر لي ، واختر لي في عملي هذا !..
وصورة الاستخارة هذه ، هي التي يتفق عليها جميع المسلمين ، حيث أن هناك استخارة بالمصحف ، واستخارة بالسبحة ، وهناك استخارة بمعنى أن يلقي في القلب وفي الروع ما فيه الصلاح .

ثانيا : الحمل على الأحسن ..
وكذلك من موجبات كيد الشياطين ، والنفس الأمارة بالسوء ، ومن يوسوس من الناس :
هناك قاعدة إسلامية تقول : ( إحمل فعل أخيك على أحسنه ) ، وتقول : ( إحمل فعل أخيك على سبعين محملا ) ..
أي حاول أن تبرر لأخيك ما يقوم به ، حتى أنهم قالو ا: لو شممت رائحة الخمر من فم أخيك ، قل : لعله تمضمض به ولم يشربه .. إلى هذه الدرجة ، يريد الإسلام منا أن نعيش حالة الحصانة في أنفسنا .


24 / 8 / 2010