عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2014, 12:06 PM
المشاركة 166
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
محمد حسن عوَّاد

ولد الشاعر الأديب المجدد في الأدب العربي محمد بن حسن بن قاسم عواد في مدينة جدة ، وفيها توفي في ما بين ( 1902 للميلاد و 1980 ميلادي)* و قد أدرك العصرين الهاشمي(1902-1925 ميلادي) و السعودي ( 1925- 1980 ميلادي) في الحجاز . في الخامسة من عمره دفع به والده إلى أحد الخطاطين لتعلم الكتابة، ثم التحق بمدرسة الفلاح وفيها كتب أشعاره الأولى التي دارت حول الحب والسخرية، ثم عمل على تثقيف نفسه بنفسه بالاطلاع والقراءة الواسعة. تدرج في العمل الوظيفي، فعمل معاوناً لرئيس لجنة التفتيش والإصلاح لمراقبة المدارس والمطبوعات عام 1927م، ثم معاونًا لمدير شعبة الطبع والنشر بمكة المكرمة عام 1928م، ورئيسًا لكتاب الغرفة التجارية، ثم مديرًا لصحيفة صوت الحجاز بمكة المكرمة عام 1932. وتم اختياره عضوًا بمجلس الشورى عام 1953، ورئيس تحرير مجلة الحج عام 1955، واشترك مع «عزيز ضياء» في تأسيس النادي الأدبي بجدة الذي كان نواة لما أنشئ من نواد أدبية فيما بعد في المملكة.
خاض العواد في حياته العديد من المعارك الأدبية الحامية التي اندلعت في تهامة بين المجددين والتقليديين، وفيما بين المجددين أنفسهم، لعل أشهرها سجاله الحامي مع الشحاتة. وقد عرضته جرأة طرحه إلى تكفير المؤسسة الدينية الرسمية له والمطالبة بنفيه إلى خارج البلاد من بعد طرحه لكتاب خواطر مصرّحة، ذي المضامين النهضوية والتحررية. إلا أن رصانة العواد حفظت له دوما الاعتبار. رأس نادي جدة الأدبي الثقافي منذ تأسيسه إلى السبعينات، ويعتبر اليوم أحد أهم رموز النهضة بتهامة والسعودية، المحتفى بها وبتجربتها، على الأصعدة الرسمية والشعبية.

أهم منجزاته:
1. ريادته لقصيدة التفعلية في العالم العربي:
فهو صاحب أول قصيدة تفعلية في الأدب العربي و قد أصدر ديواني ديواني (آماس وأطلاس) و(قمم الأولمب)، حيث كسر العواد فيهما عمودية الشعر، وبهما مُنِح ريادة الشعر الحديث بالعالم العربي، منذ عام ١٩٢١.للميلاد و كان هذا في العهد الهاشمي على الحجاز و بداية العصر السعودي .
و يطيب لي أن أورد كلاما مفيدا يثبت ريادة محمد بن حسن العواد لشعر التفعيلة:
(
... إن أبرز الأسماء التي تتداولها كتب الأدب العربي الحديث في ميدان ريادة الشعر الحر هي: محمد علي باكثير، ونازك الملائكة، وبدر شاكر السياب. وبالرغم من إكبارنا لهذه الأسماء إلا أن ريادة الشعر الحر بالمعنى الزمني للريادة ليست من نصيب أي منها. فمن الثابت في تاريخ الأدب العربي الحديث أن باكثير تعاطى الشعر الحر لأول مرة سنة 1936م من خلال ترجمته لمسرحية شكسبير الشهيرة "روميو وجولييت" إلا أنه تأخر في نشرها وقد شهد المازني أنه اطلع عليها منسوخة قبل سنة 1940م. وفي سنة 1938م كتب باكثير ترجمته لمسرحية "أخناتون ونفرتيتي" إلا أنه لم ينشرها إلا سنة 1940م بينما لم ينشر ترجمته لروميو وجولييت إلا في سنة 1946م. ومن الثابت تاريخياً أيضاً أن نازك الملائكة نشرت قصيدتها الحرة "الكوليرا" في مجلة العروبة الصادرة من لبنان ووصلت المجلة بغداد في أول كانون الأول سنة 1947م وفي النصف الثاني من الشهر نفسه صدر في بغداد ديوان (أزهار ذابلة) لبدر شاكر السياب وفيه كانت قصيدته الحرة (هل كان حباً). أي أن ما بين نازك والسياب نصف شهر من عمر الريادة، ولا يكون هذا الفصل الزمني دقيقاً إذا أخذنا في الاعتبار تاريخ تسليم نص نازك للمجلة. وتاريخ تسليم ديوان السياب للمطبعة. إن هذه الحقائق التاريخية ترسم مثلثاً ريادياً يتكون من باكثير، ونازك والسياب. لكن هذا المثلث لا يلبث أن يزول أما حقيقة أن الشاعر السعودي محمد حسن عواد قد سبق زوايا مثلث ريادة الشعر الحر. فقد ثبت تاريخياً أن العواد قد كتب الشعر الحر قبل باكثير ونازك والسياب فقد نشر العواد أول نص من الشعر الحر في صحيفة القبلة التي كانت تصدر في العهد الهاشمي قبل قيام الدولة السعودية في (العدد 515- الصادر سنة 1340هـ/ الموافق سنة 1921م) بعنوان "تحت أفياء اللواء". كما نشر العواد نصاً حراً آخر في صحيفة القبلة نفسها في (العدد 519- الصادر سنة 1340هـ/ الموافق سنة 1921م) بعنوان "نطلب العزة أو يهراق دم". وبهذا يكون الشاعر السعودي محمد حسن عواد قد سبق باكثير في كتابة الشعر الحر بخمس عشرة سنة. ويكون العواد قد سبق نازك والسياب في كتابة الشعر الحر بست وعشرين سنة. وبناء على هذه الحقائق التاريخية المؤكدة يكون الشاعر السعودي محمد حسن عواد هو رائد الشعر الحر.)*

_ و يقول أحمد الواصل في جريدة الرياض :
( ...
ونلفت إلى أن معظم قصائد دواوينه الشعري لا تقف عند شكل واحد فهي متنوعة منذ البداية، ولكونه نشر دواوينه حسب سني عمره في كتابتها، فنشير إلى أنه نقف على أربع قصائد من شعر التفعيلة وضعها في ديوانه الأول" آماس وأطلاس"(1952) التي يؤرخ كتابتها بين عمر الحادية عشرة والعشرين أي بين1912 و1922 عاماً،...)
2. رائد لقصيدة النثر:
فيما ترجمه من أعمل أدبية يكون العواد علم هذا المجل مبكرا.


3.أصدر العديد من الدواوين الشعرية و الكتب النقدية منها:
  • (خواطر مصرحة).
  • - (ديوان آماس وأطلاس).
  • - (ديوان قمم الأولمب).
  • - (ديوان في الأفق الملتهب).
  • - (ديوان رؤى أبو لون).
  • - (ديوان نحو كيان جديد).
  • - (ديوان العواد) 1978.
  • - (محرر الرقيق). / دراسة تاريخية عن حياة الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك.
  • - الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية).


و قد أثنى عليه جملة من أرباب الفكر و القلم و منهم:
ابرز جوانب العواد في نظري هو جرأته الأدبية ونقده الذي لا يجامل ولا يهاود وإن كانت له مشاركات أدبية لا تنكر نثراً أو شعراً. (محمد حسن فقي)


العواد هو ذلك الشاعر الكبير الذي عاش الشعر وأحلام الشعراء حتى في مسيرة حياته وهو الناثر الذي استطاع أن يتميز بأسلوب يؤكد استقلاله وشموخ شخصيته.
(عزيز ضياء)

العواد ليس نيزكاً ولا نجماً عابراً في سماء حياتنا الأدبية والفكرية بل كوكباً ساطعاً شغل الناس طوال أربعين سنة بفكره وأدبه وعصف ما كان يقوله وينشره .
(عبدالله مناع)

كانت للعواد أفكار طليعية في حياته الأدبية وأصدر كتابيه "خواطر مصرحة" و"تأملات في الأدب والحياة" وفيهما عبر عن أفكار جديدة وجريئة في تلك الفترة أثارت الكثير من النقاد والمتابعين.
(عبدالله الجفري)

وعلينا أن نقول إن العواد قال الشعر المنثور والشعر الحر والمرسل في الثلاثينات من القرن العشرين وسبق نازك الملائكة التي قالته في الخمسينات حسب اعترافها.
(إبراهيم الفوزان)

وليس للمرء إلا أن يقدر "للعواد" فتح باب الاجتهاد في تنويع موسيقى الشعر و"العواد" أحد رواد التجديد والداعين له منذ مطلع حياته وكتابه "خواطر مصرحة" شاهد على ذلك .
(عبدالله الغذامي)
_و قد حياه أديب العصر و نابغته علي بن أحمد باكثير بقوله:
عوّاد لا مدحةٌ و لا ملقُ = شعرك حيٌّ في الكون منطلقُ
يزينه الصدق كيفما اختلفت = مذاهب القول فيه و الطرق *


قلت جاء في جريدة الرياض أن الأستاذ أحمد بن محمد باديب جمع كل أعمال العواد في سفر واحد و قدم لها بقوله:
(

كان العواد – رحمه الله – يكره الجمود والتقليد ويسعى إلى التجديد الباعث لحركة الحياة والإبداع، وكان عظيماً في أعين طلابه ومحبيه، وقد واكب حركة التجديد في الشعر على يد مدرسة الديوان فكان من المبدعين البارزين فيها وسبق الكثير.. ويضيف باديب: كان العواد شاعراً مبدعاً عارفاً بالمعاني مدركاً للتصوير الفني، عقلانياً أقرب في تفكيره إلى الفلاسفة وكان ذلك سبباً في مجلبته التعب عليه وسبباً في سوء فهم الآخرين له وحربهم عليه انتصاراً لآرائهم. ) **

من شعره:



من مترجماته:

قصيدة (عذراء مدريد) ****: اقبلت نحوي - مساء - كاعب
بسمت تسألني: ماذا لديك؟
أترى هل هبطت من أفقها ربة الشعر، تلبي أصغريك
قلت: بل ها هي ذي هابطة
من "أولمب" الحسن تملي شفتيك
فذريني أتلقى وحيها شاعري الحسن يرتد إليك!
دافق النشوة، عطراً ناعماً
عربي الجرس، يثري أذنيك
ما على روحي أن أحببتها
فيك، أو أحببت فيها ناظريك؟
هي أنت الآن، أو أنت ال
دهر في مستقبلي واهاً عليك
بدأ العمر هنا.. يا ليته
ينتهي - إذ ينتهي - بين يديك.

"أغان أولميبية"
يا حبيبي المتحجب وراء غيمة رقيقة
غيمة بلغت من الرقة مستوى السراب!
يا حبي الأخير، باعتبار الزمن!
ويا حبي الأول باعتباره حرارة النبض في الحنايا!
أنت تدري ماهبة الذوب لروحي
الذي جسدته حياتي حنيناً إليك
وحدباً عليك
وارتماءً في يديك
لكم هو عميق هذا الحنين
وكم هو مشهي هذا الحدب
وكم هو سعيد هذا الارتماء!
إنا ليالي الحالمة مدينة بأحلامها لسيدة النجوم
أسابيع كان شعارها: "إني أريد" إني أريد.. وأريد المزيد.
ويردد صداها الساحر: "وأريد المزيد"

________________
* كل المصادر التي أطلعت عليها تقول أن ولادة العواد كانت في عام 1902 ميلادي ما عدا معجم البابطين فقد ذكر أنها في عام 1906 ميلادي.
*
محمد الصفراني ، العواد رائد الشعر الحر ، جريدة الرياض السعودية ، العدد :12241 ، الصادر في يوم الخميس 6 جمادى الآخرة 1428هـ ،الموافق لـ /21 يونيو 2007م.، جاء هذا الكلام في بحثنا ( س و ج حول شعر التفعيلة) فراجعه هنا: http://www.gunfdh.com/vb/showthread.php?t=220359
** أورد موقع محمد عبدالله الطائي هذا البيت هكذا:
(
يزيفه الصدق كيفما اختلفت = مذاهب القوى فيه و الطرق)
*** (جريدة الرياض ) السعودية في عددها رقم: ( 15934) في يوم الخميس 6 جمادى الآخرة 1428 هجري ، الموافق لــ 21 يونيو 2007 ميلادي.

****جريدة الرياض السعودية في عددها رقم: (14140 ).

*****أحمد الواصل ،
محمد حسن عوّاد التجريبي والغرائبي ، جريدة الرياض السعودية، عدد رقم ( 16138) الصادر فى يوم الخميس 12 شوال 1433 هجري و الموافق لـ 30 أغسطس 2012 ميلادي.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا