عرض مشاركة واحدة
قديم 08-19-2010, 05:39 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

1ـ نيقولاي أستروفسكي. رواية «كيف سقينا الفولاذ». انتهت طباعتها في عام 1934. يريدون الآن نسيانها، دون جدوى. لم يعد يوجد في أدبنا من يعترف بالإنسان الذي تمتلكه الأفكار، المخلص للأفكار. أين رواية «ما العمل؟» لنيقولاي تشيرنشيفسكي من هذه الرواية؟ تلك الرواية من العقل، أما هذه فهي رواية من القلب. سيلهب نموذج البطل بافكا لقرون عديدة قادمة قلوب الرومانسيين الشباب. إنّه كتاب عظيم. وكم هو محق أندريه بلاتونوف عندما يقول: «لا نعرف بعد، كل ما هو مخبأ في جوهرنا الإنساني، وقد اكتشف كورتشاغين لنا سرّ قوتنا». إنّهم يريدون سحب الرواية من ذاكرة الأجيال الشابة ليس بسبب بلشفيتها، بل لما تتضمنه من أفكار حول سر القوة الروسية.‏

12ـ أندريه بلاتونوف رواية «تشيفنغور». لم يوجد ولن يوجد كاتب أكثر بلشفية، وحتى أكثر ستالينية (فضلاً عن صاحب الجسم الضعيف نيقولاي أستروفسكي) من أندريه بلاتونوف. ويبقى لغز محير بالنسبة إلي لماذا اشمأز ستالين منه. أيكمن السبب في أنّ بلاتونوف في مجال الكتابة كان نبياً؟ لقد قيمه عالياً ألكسندر فادييف، وميخائيل شولوخوف، وجميع الكتاب السوفيت العظام الحقيقيين في القرن العشرين. ومن المثير للدهشة أن يقيِّمه عالياً جميع المتناقضين من يوسف بارادوسكي، وحتى ألكسندر سونجالستين. من المعلوم أن السلطات السوفيتية تبنت رواية «الدون الهادئ»، وأصبحت كتاباً مفضلاً لجميع المتناقضين.‏

13ـ ليونيد ليونوف. رواية «اللص»، 1927. تدور الرواية حول تحديد شخصية الإنسان، وصعوبات اختيار كل إنسان لطريقه الخاص. سيبقى هذا الخيار موجوداً، وسيبقى الإنسان يبحث عنه. وبالتالي فرواية «اللص» ستبقى موجودة دائماً.‏

14ـ ميخائيل شولوخوف. رواية «الدون الهادئ». الإنتاج العظيم يثير النقاش دائماً. سيبقى الناس يتجادلون حول الأعمال العظيمة، هل وجد شكسبير، هل وجد لاو تسزي، هل وجد شولوخوف؟ من غير المحتمل أن يشك أحد في القدرة على كتابة رواية خشنة، أو في عائدية أية رواية فظة، أو قصة غير ناضجة.. الرواية العظيمة، والأبطال العظماء يستدعون نقاشات عظيمة. لقد جعلت رواية «الدون الهادئ» القرنين المجيدين متعادلي العظمة في مجال الأدب الروسي. انتهت بملحمة ربيع عام 1940. يبدو وكأن كليم سامغين، وغريغوري ميلخوف ـ هذين النموذجين العالميين الجبارين ولدا في زمن أعجف. آه، كم نحن بحاجة الآن إلى من يشبههم ولو قليلاً في أيامنا هذه...‏

15ـ ميخائيل بولغاكوف. رواية «المعلم ومارغاريت». فكرت طويلاً، في الرواية التي سأعطيها الأولوية، أللرواية الأرثوذكسية القريبة من أفكاري: «الحرس الأبيض»، حيث تجري الحياة، بسلاسة وسهولة، وجميع الأبطال والنماذج، والأماني روسية قريبة إلى النفس والقلب، أم للرواية الهرطوقية، المارقة والمرتدة مارغرايت «المعلم»؟!. فالرواية أحرقت وبعثت لحياة الشيطان. وأمامنا رواية وصيغة من صيغ الشيطان. كتبت آنّا أخميتوفا تقول: «أعطوني لحظة هدوء، وخذوا حياتي». وها هو ميخائيل بولغاكوف يقدم هدوء ما بعد موته. وقد تكون الرواية حفظت بفضل زوجته التي امتلكت قوى صوفية غير قليلة. والرواية فاتنة حقاً، ورائعة. مثلها قليل في الأدب العالمي، ودفع ثمناً باهظاً لقاء روعتها. تعد «فاوست» غوته، و«المعلم...» لبولغاكوف أعمالاً خطيرة. لكنّها أدب عظيم.‏

16ـ ألكسندر غرين. رواية «الهاربة فوق الموج». لم يكن الكاتب ابن عالمه، وعاش أبطاله وفق مبادئ وقوانين أخرى. لم يكن بالإمكان تطبيق أفكاره المثالية، علماً بأنّ القضية ليست في الاشتراكية، فلو وجد في عصرنا الحالي لتم التعامل معه بشكل أكثر قسوة في هذا العصر التجاري (السوقي). فطريقه تمتد من «الأشرعة القرمزية» الحماسية (التي أصدرت في عام 1923) ولا تتحقق. وحتى «الهاربة فوق الموج»، (والتي أصدرت في عام 1928). يبدو وكأن أبطال «الهاربة فوق الموج» يمتلكون قوى وإمكانيات أكبر من أبطال «الأشرعة القرمزية الرومانسيين»، لكن لا تساعد أية قدرات خارقة يمتلكها أي بطل أن يخرق قيود المجتمع. ويبقى المخرج في الحلُم. هكذا ذهب رومانسيو سبعينيات القرن العشرين، آخذين من ألكسندر غرين رمزاً لعصرهم.‏

17ـ ألكسندر فادييف.رواية «الدمار». وهي نوع من أنواع مناقضة الروح الفردية عند ألكسندر غرين، والتي كتبت في العام نفسه (1927)، وهي رومانسية أيضاً، وفادييف في أفضل كتبه رومانسي بلا قيد ولا شرط. ولهذا السبب كان أبطاله الثوريون الرومانسيون أبطالاً أحياء، وتضمنت الرواية ـ وهي رمز حي لعشرينيات القرن العشرين ـ انطباعات فادييف المباشرة، بعيداً عن الكليشيهات والغثاثة.‏

18ـ بوريس باسترنياك. رواية «دكتور جيفاغو». صدى غنائي ـ ملحمي متأخر (في عام 1957) على كوارثنا الوطنية في القرن العشرين. كتبت هذه الرواية بالطبع بعد دراسة روايات أندريه بلوتونوف، ومكسيم غوركي، وألكسي تولستوي. توازن ملحمية الرواية باطّراد مقاربتها الشاعرية لأثمن ما في وجود كل إنسان. كما تحافظ على علاقة التقاليد الروائية، ومصير الإنتليجنتسيا الروسية نفسها. ويتم تمزيق هذه العلاقة، حسب زعمي، الآن بالتحديد.‏

19ـ ألكسي تولستوي. أريد أن أسمي، مع تتبع تطور الأحداث، ومع جميع التحفظات، ثلاثيته: «درب الآلام»، لكن من حيث سمو الأفكار، والممارسة، فإنّ أفضل روايات تولستوي الثلاث، هي طبعاً : «بطرس الأول»، التي عمل على إنجازها حتى وفاته في عام 1945. وهذا النموذج أقرب للكاتب، والأقرب لروح عصر بطرس وتاريخه. سمح الكاتب لنفسه في هذه الرواية، وقد يكون لأول مرة، أن يبقى هو نفسه، وأن يبقى صريحاً حتى النهاية. كان بإمكان ألكسي تولستوي، بفضل موهبته أن يصبح أهم رسامي القرن العشرين، لكن أعاقته شخصيته الإنزوائية، واللطافة المفرطة لعالمه القوي. وللعلم، فلقد انتقلت هذه اللطافة بشكل أكثر ثقلاً إلى وريثته، تاتيانا تولستوي.‏

20ـ فلاديمير نابوكوف. رواية «الهدية». طبعاً «الهدية»، وليس «لوليتا» التي كتبها في المهجر، ما وراء البحار، ولا الشخصية النابوكوفية (المتغربة) غربية الملامح. «الهدية» رواية روسية كلاسيكية. لقد برهن نابوكوف برواية «الهدية» التي أصدرت عام 1938، تتويجاً لإنتاجه الروسي المهجري، برهن على مكانة الأدب الروسي المهجري وقيمته. من أبدع في المهجر غيره ـ غايتو غازدانوف، وبوبلافسكي، لا ذكر لأحد غيرهما.‏