عرض مشاركة واحدة
قديم 08-19-2010, 05:38 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

ها هي قائمتي بالرصيد الذهبي للأدب الروسي ـ قائمة بأفضل خمسين مؤلفاً لأفضل الكتاب، الذي وضعه ناقد الأدب في القرن العشرين فلاديمير بُندرينكو:‏

1ـ ليف تولستوي. قصة «الحاج مراد»، التي نشرت من قبل الكاتب العظيم في عام 1902. كنا قد شطبنا ليف تولستوي من بين كتاب القرن العشرين، لكن وفي هذا القرن بالتحديد تمت طباعة «سوناتة كريتسيروف»، و«ما بعد الحفلة الراقصة»، و«القسيمة (الكوبون) المزورة»، و«الأب سيرجي» ـ أهم أعماله وأكثرها إثارة للجدال. وفي القرن العشرين بالتحديد حرموا ليف تولستوي من الكنيسة، وتم الاعتراف به مرآة للثورة الروسية، وفي القرن العشرين بالتحديد غادر ياسني بولياني. مازال الهواء حتى اليوم مشبعاً بأفكاره. ليس مصادفة أن يتحاشاه حتى الآن أمثال فلاديمير كروبين، لأنّهم يعدونه ملحداً، ومجدفاً على الله. ما الذي يمكن قوله عن قصته الشيشانية «الحاج مراد» التي عدها، منذ مدة قريبة، كاتبنا المعاصر ألكسندر سيغين قصة معادية للروس.‏

أنا أعتقد، على العكس تماماً، أن جميع النزعات الإمبراطورية الروسية التقليدية متضمنة في هذه القصة الكلاسيكية الشفافة، والواضحة، والفاتنة. إنّها القصة الرئيسية في القرن العشرين.‏

2ـ انطون تشيخوف: مسرحية «بستان الكرز» التي نشرت في عام 1903. إذا اعتقد أحدهم أن هذه المسرحية تتحدث عن الأيام الغابرة، عن انهيار بنيتنا الإقطاعية والأميرية، فهو مخطئ. هذه المسرحية حول الانهيار الروسي التقليدي، وتتحقق الآن مجمل أفكار «بستان الكرز» في أوهامنا الروسية الخاصة عن سادة الحياة الجدد (المقصود: الليبراليين الجدد ـ المترجم). لكن الانهيار ينتظرهم أيضاً. تبز هذه المسرحية مسرحية «في انتظار جودو» لحبيبي الإيرلندي سمويل بيكيت، إنها تضم في طياتها الانتظار، وتحقيق كل الآمال وانهيارها. لكنها تجبر القارئ على التفكير بالمستقبل.‏

3ـ إيفان بونين. المجموعة القصصية «الدروب الظليلة» الصادرة في عام 1943 الأعجف، لكنّها ليست مكرسة للحرب؛ بل للحب الصادق. إنّها تحفة القصص العالمية. لقد نما ونضج فلاديمير نابوكين بفضل «الممرات المظلمة»، مهما تصنّع تحرره من تأثير بونين عليه.‏

4ـ دميتري مِِيريجكوفسكي. روايته غير المنجزة «تيريزا الصغيرة»، وعلى الرغم من عدم اكتمالها، فإنه وبفضل هذه الرواية حول الراهبة الكاثوليكية تيريزا من ليزي، التي كتبها قبل وفاته مباشرة في عام 1941، يبرز لنا القداسة التي سعى الكاتب نفسه إليها. من المعروف أن الراهبة تيريزا تعد من خلال كاثوليكيتها المطلقة «المدافعة والحامية والمبتهلة والمضحية في سبيل الأرض الروسية».‏

5ـ ألكسندر كوبرين. قصة «المبارزة» التي نشرت في عام 1905، بعد الهزيمة في الحرب اليابانية الروسية، عدها الكثيرون قصة مسالمة ومعادية للحرب. مرت السنون، واليوم يعد الملازم روماشوف أحد أفضل رموز الضباط الروس.‏

6ـ مكسيم غوركي. «حياة كليم سامغين». لا تقل هذه الرواية الملحمية التي كتبها مكسيم غوركي قبيل وفاته في عام 1936، من وجهة نظري، أهمية عن «الحرب والسلام» لليف تولستوي، ولا عن «الدون الهادئ» لميخائيل شولوخوف. لم يتم إعطاؤها حقها حتى الآن. ومن المثير للدهشة والإعجاب أن مكسيم غوركي الذي كان ينشر في السنوات الستالينية، مقالاته البلشفية حول الواقعية الاشتراكية، لم يتنازل ولو بسطر واحد في هذه الرواية للدوافع السياسية خارج الرواية. أعتقد أنّ رواية «دكتور جيفاغو» لباسترناك، مثقلة بالدوافع الفردية، ويكمن تميزها في متابعة التقاليد الملحمية الروسية الجبارة.‏

7ـ فيودور سولوغوب. رواية «الشيطان الصغير». يوجد عدد غير قليل من الكتاب الذين أصبحوا في مصاف الأدباء العالميين بفضل عمل أدبي واحد فقط، منهم على سبيل المثال الأب بيرفو، وكذلك الأمر فيودور سولوغوب، الذي كتب الكثير، وخلد في الأدب الروسي بفضل روايته «الشيطان الصغير» التي نشرت عام 1907، وبفضل بطله المعلم بيريدانوف؛ هنا تأسسَ مستقبل كافكا، ومجمل الأدب التجريدي، وأدب المأساة الاجتماعية، في الوقت نفسه. إنّها رواية عظيمة.‏

8ـ أندريه بيلي. «بطرسبورج»، مرة أخرى نتعرف إلى رواية روسية عظيمة لم تنل حقها من التقييم. عندما قرأت «بطرسبورج» وكنت ما أزال تلميذاً في المدرسة، فكرت ملياً لأول مرة في التاريخ الروسي التراجيدي. تتضمن الرواية البيئة الروسية اللامحدودة والمدمرة أحياناً، مجموعة في أشكال رائعة من الرمزية الروسية. إنّها الروح القومية الروسية الحقيقية، دون شوائب.‏

9ـ فاسيلي روزانوف. رواية «قيامة عصرنا». رأت النور في ضاحية سيرغيف في عام 1918. ومع أن روزانوف يلقب بالفيلسوف، فإن جميع الفلاسفة الروس كتاب، وأولهم فاسيلي روزانوف. إنّها جوهرته الأدبية التراجيدية الروسية، التي تضج بالأفكار حول الحياة الروسية، والطبع الروسي. أيوجد من كتب بحماسة ولهفة عن مآسينا وعن آثامنا، مثلما كتب الأدباء القوميون الروس، وهل يوجد بينهم من أحب روسيا، حتى النهاية، حتى الحدود القصوى، مثل فاسيلي روزانوف؟!‏

10ـ يفغيني زامياتين. رواية «نحن». اكتشف هذا الكتابُ المستقبلَ الشمولي الذي ينتظر العالم منذ عام 1920، بدءاً من الاحتمال الألماني، والتجريبية السوفيتية، وحتى العولمة الأمريكية، أو الإسرائيلية. وصدرت لاحقاً رواية «1984» لـجورج أورويل، و«العالم الجديد الرائع» لـ أولدوس هاكسلي. والأخوة ستروغاتسكي وغيرهم، وغيرهم. قرأت الرواية عندما كنت طالباً في بطرسبورج، وأدهشني الأسلوب الحي، والتصوير الدقيق، وأكثر ما أثار إعجابي المقدمة ... لفلاديمير بوندارينكو. تعرفت لاحقاً على هذا اللغوي والقاص العبقري في مونتيري في الولايات المتحدة الأمريكية، تبين أنّه كجميع مهاجري الموجة الفلاسوفية الثانية ليس فلاديمير، ولا بوندارينكو. فضلاً عن أنني أتمنى أن أكتب عن يفغيني زامياتين، كالباحث عن المستقبل الذي أضاع جميع الخرائط، بحيث لا تميزوننا الواحدَ من الآخر.