عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-2010, 10:10 AM
المشاركة 260
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أتيلا يوجيف
1905-1937

يوجيف اتيلا
(1905-1937م
)


كان الشاعر الفرنسي (جيللفيك) يصف (يوجيف اتيلا) بأنه شاعر الصراحة والعنف والأسلوب المباشر والدقة والنغم الصادق. فَصُوَرُهُ تنطلق كما لو كانت تتدفق من حياته القاسية، لأنها تنبع من تجربته كبائس وشرير ومكافح مدموغ بالطابع المميز لبلده. وهو يتمتع بموهبة السمو والقُدْرَة على الارتفاع بكل شيء إلى المستوى الذي يجعل الهزيمة الشخصية انتصاراً على الشقاء.

ويقول الدكتور محمد مندور إن الشاعر (يوجيف اتيلا) يُعد
ممن يمكن أن نسميهم شعراءَ البؤس الثائر، أولئك الذين لاحقتهم الحياة بشتى المحن فتألموا واشتكوا وتمردوا وثاروا، فاستجابت لهم نفوس البشر في معظم بقاع العالم، حتى رأينا (يوجيف اتيلا) يحظى بشعبية واسعة لا في المجر وطنه الأصلي فحسب، بل وتمتد شهرته إلى معظم بلاد العالم فتنقل أشعاره إلى لغاتها ويتداولها الناس.

وقد احتفظ (اتيلا
) بذكريات مؤلمة مريرة عن أمه التي ربته يتيماً وإخوته، وعن المهنة الشاقة التي كانت تزاولها، فقد كانت تعمل غسالة ملابس بالأجرة، وصاغ تلك الذكريات في عدة قصائد تحت عنوان (ماما) أو (أمي). ففي إحدى تلك القصائد يحدثنا عن ذكرى أمه التي تلاحقه وتستبد به فيروي كيف كانت تصعد إلى السطح حاملة سلة الغسيل الثقيلة وهي تئز معلقة في ذراعها بينما (اتيلا) الطفل يبكي ويصرخ ويضرب الأرض بقدميه طالباً إليها أن تحمله هو بدلاً من أن تحمل السلة.
أُمِّيْ

طَوالَ الأُسْبُوعِ كُلِّه
جَذَبتْني فِكرةٌ
واحدة.
إنني أُفكِّرُ بلا
انْقِطاعٍ في أُمِّي
خَيالي
يَسْتَحْضِرُها وهِيَ تَصْعَدُ في سُرْعَةٍ نَحْوَ السَّطْح
والسَّلَّةُ الثقيلةُ مُعلَّقةٌ في
ذِراعِها

• • •

وأنا الفتى الصغيرُ عِنْدَئِذٍ في البَراءَة
أصْرُخُ في أسْفَلَ،
وأضْرِبُ الأرضَ بِقَدَمَيّ
فَلْيَحْمِلْ غَيْرُها فوقَ أذْرُعِهِمْ هذا الحِمْلَ الكبيرَ مِنَ
الملابِسِ المغسولة
وأنا الذي
يَجِبُ أن تَحْمِلَهُ إلى السَّطْح

• • •

صَعدَتْ وصَعدَتْ ونَشَرَتْ غَسِيلَها
في غيرِ ضجرٍ ولا
تَلَفُّتٍ، وفي صَمْت
والغسيلُ
النَّاصعُ الذي يَلْمَعُ ويَجِفّ
يَتطايَرُ ويُوْشِكُ أن يَتناثَرَ في الفَضاء
..