الموضوع: بخلاء المسلمين
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
3588
 
د محمد رأفت عثمان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


د محمد رأفت عثمان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,305

+التقييم
0.36

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
سوريا

رقم العضوية
13019
07-04-2015, 04:02 PM
المشاركة 1
07-04-2015, 04:02 PM
المشاركة 1
افتراضي بخلاء المسلمين
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
إلى الذي عرف البخل طريقه إليه , فخالط هواه , فبخل على والديه و زوجته و أولاده , و على رحمه و جيرانه و ضيفه , و على نصرة الإسلام و الجهاد في سبيلِه .
إلى الذي كسر خاطر يتيمٍ و أرملةٍ و تجاهل سائلاً يذل نفسه لأجل عطية من عطائه .
إلى الذي عشق الشهواتِ فبخل على آخرته بالطاعات و العباداتِ , و ذِكر الإله و الصلواتِ , و بر الوالدين و عمل الخيراتِ , و الصيام و تلاوة الآياتِ , و كسب الحسنات و تجنب السيئاتِ .
قف و اسأل نفسك , هل أنت على حقٍ أم أنك تخوض في الضلالات تلو الضلالات .
أخي المسلم : اعلم أنك موقوف بين يدي الله سبحانه و تعالى و أنه سيسألك عن المال الذي جعله بين يديك , هل أنفقته فيما يرضيه , هل أديت حقوق العباد فيه , هل أديت حق والديك و زوجتك و أولادك و حق الرحم و الضيف و الجيران و حق السائل و المسكين و اليتيم و الأرملة و حق الإسلام و المسـلمين و غيرهم .
أخي المسلم : إن دعتك نفسك الأمارة بالسوء , و دعاك شيطانك اللعين على ألا تنفق و تؤدي ما عليك من نفقات مخافة الفقر , فلتعلم و لتتأكد أن الله عزوجل سيخلفك فيما تنفق , و لكنك قد لا تعرف متى و كيف سيتم ذلك إن وضعت حجاباً أمام عينيك و قلبك , حجاباً من ضعف اليقين و قلة الإيمان , حجاباً من حب الدنيا و الشهوات .
أخي المسلم : لا تتصاغر أمام شهوات الدنيا و تذل نفسك لها فتبيع نعيم الآخرة بشهواتٍ عاجلات , مع العلم أن الله عزوجل لم يمنعك من الأخذ بنصيبك من الدنيا , و لكن بشرط أن تجعله فيما يرضيه جل جلاله , فيكون لك به أجراً عظيماً , و بشرط ألا تجعله أكبر مما يجب , فيطغى على ما يجب أن تقدمه لآخرتك , و تذكر أن الله عزوجل لن يعامل المنفقين كالممسكين , و المطيعين كالعاصين , و المسارعين لرضوانه كالمبطئين , و القائمين الليل كالنائمين , و الذاكرين له كالغافلين .
و تذكر أن تلك الدار لن تأتيك بالمعجزات فتنجو و تبلغ الأماني فيها من دون أن تبذل الغالي و النفيس , و أنك إن تواكلت و تركت الشيطان و نفسك الأمارة بالسوء يخدعانك و يصوران لك أن الإنفاق و العمل القليلين سيصلان بك بعيداً فقد تتفاجأ و تندم حيث لا ينفع الندم .
و تذكر أنك تحب أن تكون مرفهاً في الدار التي أنت فيها فاجعل هذا بالدرجة الأولى لآخرتك , و أقلل ما استطعت منه في دنياك و ذلك لعظيم أمر الآخرة و وضاعة أمر الدنيا , و تذكر أنك لن تبلغ مُناك مالم تعمل بجد و نشاط لذاك.
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 5 حزيران 2015


لاإِلَـهَ إِلا اللّـه - مُحَمّد رَسولُ اللّه