عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-2016, 01:14 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
اما سميح القاسم الشاعر الفلسطيني فيقول في مقدمته لسيرة فدوى طوقان الذاتية " رحلة جبلية " رحلة صعبة " في رد على سؤال يطرحه ولماذا السيرة الذاتية اصلا؟
هل لمجرد المتعة الادبية؟
ام لغاية التسجيل والتوثيق التاريخي؟
ام هي للامرين معا؟


فيقول:
حين تنزاح هذه السطور من امام القارئ فسيلفي نفسه منغمسا حتى اطراف اصابعه في مزيج رائع من وقائع التاريخ ونوازع الروح. مسبوكة برشاقة وشفافية وبوح اليف في كلمات شاعرتنا الكبيرة فدوى طوقان. هذه الانسانة الشاعرة المنتصبة في حياتنا الثقافية والاجتماعية ظاهرة فريدة وتجربة رائدة على صعيدي الحياة والابداع معا.
ان باب السيرة الذاتية باب قائم بذاته في عمارة العمارة. بيد انه باب غير مطروق كثيرا في لغتنا. ومنذ ( ايام ) الراحل العظيم طه حسين لم تبلغ سيرة ذاتية ما بلغته سيرة فدوى طوقان من جرأة في الطرح واصالة في التعبير واشراق في العبارة.
نلحظ في معظم ما يكتبه الناس عن انفسهم ميلا شديدا الي تجميل الواقع وتبريج الحقيقة. تحاشيا للتقولات والاجتهاد وتجنبا للمساس بالمشاعر المالوفة والاعراف المكرسة. فالوالدان منزهان دائما عن الشبهات. ورضا الوالدين من رضا الله ومحبة الوالدين فرض سماوي...
وكلنا ندرك مدى الانضباطية والقسر في مثل هذه المسلمات .. ولان فدوى طوقان فنانة تحترم ذاتها وتحترم فنها لا تتورع عن خدش الوالح الوصايا هذه وليكن الطوفان من بعد الصدق والاصالة وقداسة الانسان الفرد.
حين يكتب الاخرون عن الفنان فانهم يفتحون له بذلك نافذة على ذاته...
اما حين يكتب هو عن نفسه فانه يفتح الابواب جميعا على مصاريعها. بعبارة اخرى حين يكشف الانسان عن ذاته فانه يكتشف هذا الذات. الكتابة عن خبايا انفسنا تساعدنا في فهم انفسنا بكل ما تضمره من خير وشر وعلة وعافية. وفي الوقت نفسه فان مثل هذه الكتابة تاخذ بايدي الاخرين على طريق النور. طريق الكشف والتخطي على المستويين الفردي والجمعي التنوير - التثوير- التغيير- هذا الثالوث المتكامل في مهمة اعادة صياغة العالم والحياة ( لا غضاضة في السجع ).
وهذا هو الثالوث المتكامل في سيرة فدوى طوقان.