عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2016, 03:10 PM
المشاركة 2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
ولكن الذات والمحيط كانا احيانا على طرفي نقيض وكان على الذات ان ترفض بضرب من الجنون ان تجد انعكاسها في المحيط، وان تخلص من فعله المدمر، الى ان يأتي اليوم الذي تريد فيه ان تتحكم به وتغيره. لعل تلك هي قصة المراهقة او بعضها وما سوف يناظرها ويليها من تنامي المعرفة والإرادة وتنامي القدرة على التحليل والتعليل والقدرة كذلك على اعادة التركيب والخلق عن طريق الخيال انها قصة البراءة المفقودة ومحاولة استعادتها .
ان المرء ليهجس بان قصة الطفولة مع هذا البعد الزمني السحيق وهذا التحول الاجتماعي الكبير قد تأتي غير مستكملة مغزاها الحقيقي حين تفصل عن سياقها اللاحق الذي هو حياة المرء بتمامها.
والطفولة اصلا ليست قصة واحدة بل هي قصص متباينة يصعب في معظم الاحيان وصل اجزاء بعضها ببعض رغم تواتر شخصياتها الا بشئ من الحيلة الروائية. غير انها تطالب الذهن بالعودة اليها على نحو ما بإلحاح يتكرر وتجد بعض هذا الإلحاح في ميولها في احلام الليل كل مرة بشكل جديد وتوتر مغاير كما نجده في مثواها على غير ما توقع في احلام اليقظة بشكل يختلف عن مجرد استعادات الذاكرة .