الموضوع: اليوم المشهود
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
2726
 
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9


ياسَمِين الْحُمود will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
35,006

+التقييم
5.45

تاريخ التسجيل
Oct 2006

الاقامة
قلب أبي

رقم العضوية
2028
10-21-2020, 05:26 PM
المشاركة 1
10-21-2020, 05:26 PM
المشاركة 1
افتراضي اليوم المشهود
بعيدا عن عن كل شروط القصة
أما نوعها فهي واقعية
تقبلوها منّي كما هي لأنها ارتجالية ربما تكون الأفكار غير مرتبة
اعتبروها فضفضة على هيئة قصة

ذات ألم
بالتحديد فجر الأحد الساعه 12 بعد منتصف الليل
ألم شديد دون سابق إنذار ربما الحرارة المرتفعة التي سبقته بأيام هي السبب
وبعد الفحوصات المتتالية الدقيقة
تم استئصال كيس المرارة
وبعد انتهاء فترة البنج يفترض أن الألم زال ، لكن للأسف الشديد
هناك ألم من نوع آخر
يبدو أن ( الزايدة) غارت من جارتها( المرارة)
لابد من إجراء عملية أخرى حيث أن الزايدة ممكن أن تنفجر بأي لحظة
ومابين المؤيد من الأطباء والمعارض من الأسرة خوفا من أثر البنج على صحتي
لفترة متقاربة أصر أبي على إجراء العملية وأمام إلحاحه الشديد ، رضخت الأسرة لتوسلاته ، تأملت والدي... كهل في نهاية الخمسينات من عمره، أغوص في أعماقه السحيقة، يتضخم شيئا في وجهه، أتحسس الألم بداخله، تختلط أحاسيس قلبه وتتزاحم الذكريات في عقله، ابنته ووحيدته في خطر وكأنه يعيش اللحظات معها ثانية بثانية، تبوح شفتاه ببعض كلمات غير مفهومة، تسيل الدموع من عينيه، يصعقني المشهد، وتضاجعني الجروح، أرتعش من وحشة البرد وقسوة المنظر، تدفعني دموعه للهروب سريعا من كآبة المكان حتى لا ينكشف لي ضعفه القاتل. تتزايد نبضات قلبي، يلتهم بكاء أبي شجاعتي، تتلعثم الحروف، ويتصاعد فوران الدم في دماغي أبحث عن مكان يأوي هروبي، أريد اخفاء وجعي، لعلي أعصر قهري ..لعلي أغسل همي لأجد نفسي بعد دقائق عدة أغمض عيناي، وأنكفئ على نفسي، لتمر صور أبي على ذاكرتي البعيدة، تنساب دموعي، أتساءل: كيف سيعيش بدوني؟ كيف سيتنفس هواء الحياة؟
أرفع رأسي بعدما سافرت في ظلمة أوجاعي، أتأمل المكان..
و تمت العملية الثانية بفضل الله عز وجل والانتهاء منها إلى العناية المركزة دون السماح لأي شخص بزيارتي
يُقال أن النبض توقف ثواني
وأنهم دخلوا علي ليلقنوني الشهادتين
فتحت عيني ورفعت إصبعي وهمست
بأذن أبي : لاتخف إن غاب نبضي هناك نبض آخر بين ضلوعي ابتسم
و استبشر الفرح داخل أعماقه .
تنتعش الأحاسيس، وتنتشر بذور الحياة في كامل عروقي، أرفع يداي إلى السماء مبتهلة :شكرا يا الله، تنفرج أسارير وجه أبي بعدما خطف الخوف تفكيره...
تزول المحنة ويبقى هذا اليوم يوما مشهودا لأنه يوما بكى فيه أبي.

شكرا لك يارب برجوع ابتسامة أبي
والشكر موصول للنبض الذي يسكنني
هو سبب بقائي ومحاولتي لأبقى حية
لن أموت واسمك فيني يخلدني ويبقيني على قيد الحياة والماء والتنفس.

اشتقتك