عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2010, 11:17 AM
المشاركة 38
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
فإنْ تسْألِي كَيفَ يَذوِي الرَّبيعُ
يُنَبِّئْكِ صَيْـفٌ، وَإنْ تسْألِـي
لِماذا هَوَتْ لَبِنَـاتُ الأمانِـي
تُخَبِّـرْكِ ذاكِـرَةُ المِـعْـوَلِ

وما يزال الشاعر في هذين البيتين يخاطب حبيبته مستعطفا إياها راجيا لعلها تحن عليه فتعود إليه أو تتوقف عن مقاطعته والنأي عنه وهو هنا يصف حاله البائس وما حل به بعد أن تركته وحيدا من خلال طرح الأسئلة والإجابة عليها.

ويشبه الشاعر نفسه بالربيع ويقول مخاطبا إياها: أن تسألي كيف يذوي الربيع، ربيع العمر طبعا، أي كيف انه أصبح شاحبا، بائسا، حزينا، مصفر الوجه ضعيفا؟ يأتيك الجواب بأن الصيف بحرارته هو المسئول عن ذلك، أي أن شدة حرارة الحب والحرمان الذي شبهه الشاعر بحرارة الصيف هي التي تسببت بكل ما أصابه من الم، فذوى جسده وكأنه ربيع ذهبت عنه الخضرة.

ويستمر الشاعر في مخاطبة حبيبته في البيت التالي فيسألها مزيدا من الأسئلة الاستنكارية...فيقول وان تسألي لماذا تحطم أملي بالحب وتكسرت الأمنيات وتهدمت؟ (لماذا هوت لبنات الأماني؟)، فيأتي الجواب في الشطر التالي...يمكنك أن تعرفي الإجابة...فأنتِ السبب في ذلك... ونجد الشاعر هنا قد شبه الحب وأحلامه فيه بـ لبنات الأماني، أي الأمنيات،بينما شبه صدودها وبعدها بالمعول الذي تسبب في هدم لبنات الأماني تلك.

وكأن الشاعر يقول لحبيبته بأن ما أصابني من شحوب وضعف ومن ثم تحطم كل أحلامي وأماني هو في الواقع ناتج عن صدودك وبعدك...وفي ذلك استعطاف لتلك الفتاة بأن تعود له ربما.

وهنا شخصن الشاعر الربيع فجعله كشخص يذوي وشخصن الصيف فجعله السبب في ذويان الربيع، وشخصن الأمنيات والأحلام فجعلها تتهدم كاللبنات، وشخصن المعول فجعل له ذاكرة وكأنه إنسان يمكنه أن يتعرف على ما فعله.
والتضاد يظهر من جديد في الربيع والصيف واللبنات والمعول... وطرح الأسئلة هنا والإجابة عليها حواريه تلفت انتباه المتلقي وتقحمه في الحدث.

يتبع،،