عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2010, 02:08 PM
المشاركة 32
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
غَزَلْتُ رداءَ الحِكاياتِ حتَّـى
تَوَعَّدَنِـي ضَجَـرُ المِغْـزَلِ

وفي هذا البيت يتابع الشاعر وصف ما فعل به جمال وجه تلك الحسناء حينما رآها ومن ثم صدودها، فقد ألهب جمالها خياله وجعل مُزْن الشعر تنهمر شعرا ساخنا حارا...والحكايات أيضا، ولا بد أنها حكايات كان يقولها الشاعر فيصف فيها جمال وحسن تلك المرأة التي أحبها وما أصابه كنتيجة لما رأى.

شعر تفجر ينابيع متدفقة من ثنايا قلبه، وانهمر كما المطر الغزير، وحكايات صاغها الشاعر لا بد انه روى فيها قصة غرامه وحبه وكل ما أصابه من غليان وشرود واحتراق الخ...فكان شعره ملتهبا حارا ومنهمرا كالودق لكنه ساخن من حرارة الحب الذي يعتمل في قلبه.

ويضيف الشاعر هنا بأن قريحته في قول الشعر والحكايات قد تفتقت وعلى أشدها فحاك الكثير من الحكايات، وكأن خياله كان يعمل مثل المغزل وهي كناية عن غزارة ما تفتقت به قريحته من قول وشعر..فشبه نظم القصائد والحكايات بصناعة الغزل، وفي ذلك صيغة مبالغه عن كثرة ما كتب وروى من حكايات حتى كاد المغزل أن يصاب بالملل والضجر.

وفي هذا البيت تشخيص للحكايات فجعلها الشاعر وكأنها إنسان قام الشاعر بغزل ردءا له، كما شخصن المغزل فجعله مثل إنسان يصيبه الضجر والملل ولكن من ماذا؟! من كثرة الحكايات التي رواها الشاعر عن حبه وعن حبيبتيه...ونجد المغزل يتوعد صاحبنا الشاعر من كثرة ما أنتج من أشعار وحكايات وربما شبه الشاعر هنا القلم بالمغزل.

وفي البيت وبالإضافة إلى تلك الصور الجميلة والتشخيص نستشف الحركة التي ما تزال تغني أبيات هذه القصيدة وتجعلها حية ذات وقع وتأثير عظيم على المتلقي، وذلك من خلال كلمة (غزلت) بل هي حركة سريعة بسرعة النول أو المغزل الذي يدور على مدار الساعة ولا يستكين ابدا.

وهل هناك أجمل من هذه الصورة الشعرية التي جعل الشاعر فيها المغزل يضجر وهو الذي يعمل دون كلل أو ملل وبغزارة منقطعة النظير منذ بدء الخليقة؟ فنجده هنا يضجر من غزارة ما أنتج الشاعر من قصائد وحكايات في وصف تلك الجميلة..فهل لنا أن نتخيل إذا غزارة ذلك الإنتاج من الأشعار والحكايات؟ وهل لنا أن نتخيل إذا جمال وحسن تلك الفتاة التي فجرت ينابيع الشعر في قلب الشاعر؟؟؟!!!