عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2013, 11:10 AM
المشاركة 49
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قراءة في الجريمة و العقاب

إنتهيت منذ قليل من قراءة الجريمة و العقاب لدوستويفسكي و كانت عبارة عن ملحمة نفسية فلسفية، لا منطقية ، متعبة للقارء نفسياً لانه يجد نفسه في كثير من الاحيان داخل اسطر هذه الرواية. الكلام سيطول عن الرواية ، و ساتكلم عن كثير من الامور التي يجدها الشخص مشابهه له كما في شخصية راسكولينكوف، الذي كان يمثل الشخصية الاساسية في الرواية.

النظريات الشخصية و محاولة تطبيقها

يقول دوستويوفسكي : “أنه في المقال قسم الناس إلى نوعين : مخلوق “عادي” ومخلوق “غير عادي”. وفرض على أولئك أن يعيشوا مطيعين دون أن يعطيهم الحق في تجاوز القانون و خرقه لأنهم كمان ترى مخلوقات عادية, أما الآخرون فإن لهم الحق في إرتكاب الجرائم وخرق كل قانون لمجرد كونهم مخلوقات غير عادية! أليست هذه فكرتك ؟ أم تراني مخطئاً ؟”

متأكد أن التصنيفات هي أمر نفعله جميعاً ، كما فعلها راسكولينكوف الذي حدث له ما حدث بسبب نظريته السابقة التي كتبها في المقال. عموما كـبشر نصنف انفسنا بشكل يخلق العداء، ولا نعلم إن كانت هذه التصنيفات حقيقية أو لا ! و لكن جلها إن لم يكن كلها تسبب العداء و الأحقية في تحليل فعل المحظور ، و تحريمه على الاصناف الأخرى. التصنيف قد لا يدوم طويلاً إن كنت من الناس الذين يتبعون نظريات غيرهم الخاصة في التصنيف، فـ أنت مجرد متتبع تؤمن بقليل بالايمان بصحة هذه التصانيف مما تسبب لك أزمة معينة ، فما تنقض مدة معينة و الا انك نسيت ما قل او انعدم ايمانك بنظرية التصنيف او حتى جهلتها. المشكلة هي في من يتبع نظريته و يريد تطبيقها في الواقع كما فعل راسكولينكوف ! و هي للاسف حقيقة، و اغلبنا يملك نظرياتة الخاصة و يتمنى لو أنها تطبق على الناس ، سواء كانت قريبة إلى الواقع أو لا. و هنا يفرق راسكولينكوف بين الناس العاديين و الغير عاديين. و العلم عند الله أن أغلب الناس في هذا الكون أصبحوا غير عاديين ! فأصبح هناك إختراقات و تعدي على القانون أكثر من إتباعيه. يقول دوستويفسكي ” أن تفعل شئ خاطئ بطريقتك ، خير من أن تفعل شئ صحيحبطريق غيرك “ ! و أنتهي هنا بتبربر براسكولينكوف لنظريته الخاص، بحيث يرى أنها مجرد مبدأ فيقول “إنه ليس مخلوقا بشريا ذلك الذى قتلته. بل هو المبدأ، المبدأ، ولقد قتلته كما يجب.”

العدوى بالعقل

يقول دوستويفسكي : ” أحاديث سرية بين اليزافيتا و صونيا .. بين مخلوقتين كلتاهما ضعيفة العقل ! هنا يصبح المرء نفسه ضعيف العقل .. بالعدوى ! “

معروف لدينا انه اذا اردنا ان نعرف شخص قيل قلي من يصاحب أقول لك من هو ؟ أو كما قيل ، دوستويفسكي يوصل لنا أن ضعف العقل فعلاً ينتقل من المصاحبة و يعتبرها عدوى ولا أشك في هذا أبداً ، فهي جريمة بحق النفس ، فلا نملك الا عقل واحد فقط ! و مجالسة ضعفاء العقل قد تنتقل لنا و نحن لا نشعر !

الحزن و الألم

بما لا يدع مجال للشك لقارء الرواية، أن الفقر و الألم في هذي الرواية لوحدة مؤلم و لا ننسى عبارة راسكولينكوف عندما سجد عند صونيا قائلاً : ” انا لا اسجد امامك انت . . بل امام معاناة البشرية كلها “ المرض ، والفقر ، و الهم ، و الاحداث التعيسة و تفاصيلها التي رسمها دوستيوفسكي من مسكن و مأكل و مشرب و لباس و حياة بائسة تماماً. يأتي إلى مخيلتي إعتراف راسكولينكوف الاشتراكي الملحد ! الذي يعيش على حياة تقشفيه ! المضحك، انه عندما يقع المال في يده، لا يتردد في اضاعته في صدقة او مساعدة ! رغم احتياجه للمال و هذه النقطة هي تلميع من دوستويفسكي للوضع الاشتراكي في نظري. الحزن و الألم هي أكثر عنصرين مؤثرة على نفسية البشر، فهكذا استطاع دوستويفسكي اللعب بنفسيات قراءه في نظري بدمج طبيعة الانسان و افكاره و صراعاته النفسية ، بما يلاقيه من الم و حزن على ما يحدث له في أرض الواقع، حتى أن دوستويفسكي يقول” أن أعظم رجل ، هو من لديه أكبر تعاسة في الدنيا ! “

الصراع النفسي

“مسكينة سونيا.. يا للمهنة التى دفعوها إليها بتأثير الحاجة، نعم.. لقد ذرفوا دمعا سخينا فى بادئ الأمر لكنهم سرعان ما اعتادوا على تلك التضحية وألفوها. نعم.. إن الإنسان نذل حتى أنه يعوّد نفسه على تقبل كل شىء.” راسكولينكوف ، أكثر الشخصيات الروائية التي تحمل صراع نفسي عجيب ! وصل بـ دوستويفسكي أنه رسم الحاله التي يمر فيها كل إنسان عندما يتكلم مع نفسه و يصارعها بين فينة و أخرى. كلنا نعلم الصراع النفسي ، و لكن ليس كلنا نستطيع تفسيره و توضيحه و نقله بصورة ، حتى أنك تقول و آنت تقرأ الرواية و الله إنه لحدث معي نفس هذا الذي يتحدث به راسكولينكوف مع نفسه ! حدى قال مره “ليت أحدا لم يحبنى قط، وليتنى ما أحببت إنسانا قط.” الصورة الأن أقرب لكيف يتعامل راسكولينكوف مع نفسه. لترى حقيقة الصراع النفسي لدى راسكولينكوف ، نجده يبرر لنفسه الجريمة لأنه مبدأ و بعد فترة من القراءة تجده يقول “ياإخوتى، لا تحتقروا البشر لخطاياهم، أحبوهم رغم خطاياهم، فبذلك تعرفون المحبة العظمى..وإذا ملأك خبث البشر استياء وألما عنيفا..، حتى صرت تتمنى معاقبة المجرمين إنتقاما، فصن نفسك من هذه العاطفة بكل ما تملك من قوة، وابحث لنفسك عن آلام مباشرة كأنك مسئول عن جرائم هؤلاء الناس أقبل هذه الآلام وتحملها.فذلك يهدئ قلبك ويطمئن نفسك سوف تدرك أنك آثم فعلا، لأنك كنت تستطيع أن تهدئ هؤلاء الناس بالقدوة” هو الآن يتمنى حب الناس و عطفه لفهم فعلته ! فتحول مبدأ راسكولينكوف إلى جريمة !

هناك كلام يطول و يطول و لصفحات عن هذه الملحمة النفسية ! و لكن توقفت عند هذه النقاط ! لانها هي التي وجدتها في نفسي. و أختم بقول رازومخين ، الذي كان شخصيتي المفضله و الأولى في هذه الرواية رغم واقعية راسكولينكوف عندما قال :

“الجريمة هى استنكار ضد التنظيم الاجتماعى السىء




==



Fyodor Mikhailovich Dostoevsky was born in Moscow in 1982. He has written many works of fiction including Crime and Punishment, The Idiot and The Brothers Karamazov. He died in St. Petersburg on 9th February 1881. Natasha Randall has worked as a translator from the Russian for many years in New York, Moscow and St. Petersburg. She has translated a number of the Russian greats including Mikhail Lermontov. Her writing has appeared in A Public Space, the Los Angeles Times Book Review, The Moscow Times, BookForum, The New York Times, HALI magazine, The Strad magazine, The St. Petersburg Times (FL), and on National Public Radio. She also wrote a column on books and publishing for Publishing News (UK) from 2002 to 2007. She writes articles on the topics of literature, Islamic art, Russian culture and music.

مكرر

- مدرسة داخلية.
- مرض في الحلق ترك تشوها في الصوت.
- يتيم الأم في سن 16
- يتيم الأب في سن 18 .
- بدأ يصاب بنوبات صرع بعد معرفته بموت والده.

لطيم.


ملاحظة الدارس: سنجد ان اللطيم من بين الايتام كان قادرا على توليد اكثر من كتاب رائع، وذلك لا شك يرتبط بمنسوب الطاقة المتفجرة في براكين الدماغ التي تتفجر بقوة كنتيجة لتكرار الموت في سني الطفولة وما ينتج عن ذلك من الم وبؤس وفقر وشقاء.