عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2020, 12:21 PM
المشاركة 2749
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... وَأَصْبَرُ مِنْ ذِيْ ضَاغِطٍ مُعَرَّكٍ ....

قال محمد بن حبيب : كان من حديث هذين المثلين
أن كلبًا أَوْقَعَتْ ببني فزارة يوم العاه قبل اجتماع الناس
على عبد الملك بن مروان ، فبلغ ذلك عبدَ العزيز بن
مروان ، فأظهر الشماتة ، وكانت أمه كلبية ، وهي ليلى
بنت الأصبغ بن زبان ، وأم بشر بن مروان قطبة بنت
بشر بن عامر بن مالك ابن جعفر ، فقال عبد العزيز
لبشر أخيه : أما علمت ما فَعَلَ أخوالي بأخوالك ؟ قال
بشر : وما فعلوا ؟ فأخبره الخبر فقال : أَخوالُكَ أَضْيَقُ
أسْتَاهًا من ذلك ، فجاء وَفْدُ بني فَزَارة إلى عبد الملك
يخبرونه بما صُنِعَ بهم ، وأن حُرَيْثَ بن بَجْدل الكلبي أتاهم
بعهدٍ من عبد الملك أنه مصدق ، فسمعوا له وأطاعوا ،
فاغْتَرَّهم فقتل منهم نَيِّفًا وخمسين رجلًا ، فأعطاهم عبدُ
الملك نصف الحَمَالات ، وضَمِنَ لهم النصف الباقي في العام
المقبل ، فخرجوا ودَسَّ إليهم بشر بن مروان مالاً فاشْتَرَوا
السلاح والكُرَاع ، ثم اغْتَرُّوا كلباً ببني فزارة فَلَقُوهم ببنات
قين ، فتعدَّوْا عليهم في القتل ، فخرج بشر حتى أتى عبدَ
الملك وعندهُ عبدُ العزيز بن مروان فقال : أما بلغك ما
فعل أخوالي بأخوالك ؟ فأخبره الخبر ، فغضب عبدُ الملك
لإخفارهم ذمتَهُ وأخْذِهم مالَهُ ، وكتب إلى الحجاج يأمره إذا
فَرَغَ من أمر بن الزُّبير أن يوقع ببني فَزَارة إن امتنعوا ،
ويأخُذَ مَنْ أصاب منهم ، فلما فرغَ الحجاجُ من أمر ابن الزبير
نَزَلَ ببني فزارة ، فأتاهم حَلْحَلَةُ بن قيس بن أشيَمَ ، وسعيد
بن أبان بن عُيَينة بن حِصْن بن حُذَيفة بن بدر ، وكانا رئيسي
القوم ، فأخبرا الحجاج أنهما صاحبا الأمر ، ولا ذَنْبَ لغيرهما ،
فأوثقهما وبَعَثَ بهما إلى عبد الملك ، فلما أُدْخِلا عليه قال :
الحمدُ لله الذي أقاد منكما ، قال حَلْحَلة : أما والله ما أقاد
مني ، ولقد نَقَضْتُ وِتْرِي ، وَشَفَيْتُ صَدْرِي ، وبردت
وَحْرِي ، قال عبد الملك : مَنْ كان له عند هذين وِتر يطلبه
فليقم إليهما ، فقام سفيان بن سُوْيد الكلبي - وكان أبوه فيمن
قتل يوم بنات قين - فقال : يا حلحلة هل حسست لي
سُوَيدًا ؟ قال : عهدي به يوم بنات قين وقد انقطع خُرْؤه
في بطنه ، قال : أما والله لأقتلنك ، قال : كذبت والله ما
أنت تَقْتُلني وإنما يقتلني ابنُ الزرقاء ، والزرْقَاء إحدى أمهات
مَرْوَان بن الحكم ، وكانت لها راية ، وكانوا يُسَبُّون بالزرقاء ،
فقال بشر : صَبْرًا حَلْحَلُ ، فقال : إي والله .

أَصْبَرُ مِنْ عُوْدٍ بِجنبيهِ جُلَبْ
قَدْ أَثَّرَ البِطَانُ فِيهِ وَالحقَبْ


ثم التفت إلى ابن سُوَيد فقال : يا ابن استها أجِدِ الضّربَةَ
فقد وقعت مني بأبيك ضربةٌ أَسْلَحَتْهُ ، فضرب عنقَه ، ثم
قيل لسعيد نحو ما قيل لحلحلة ، فردَّ مثلَ جواب حلحلة ،
فقام إليه رجل من بني عليم ليقتله ، فقال له بشر : اصْبِرْ ،
فقال :

أَصْبَرُ مِن ذِي ضَاغِطٍ مُعَرَّكِ
أَلْقَى بَوَانِي زَوْرِهِ لِلْمَبْرَكِ


ويروى " من ذي ضاغط عَرَكْرَكِ " وهو البعير الغليظ
القويُّ ، والضاغط : الوَرَمُ في إبط البعير ، شِبْهُ الكيس ،
يضغطه ، أي يضيقه ، ويقال " فلان جيد البَوَاِنِي " إذا
كان جيدَ القوائم والأكتاف .