عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2020, 05:15 AM
المشاركة 1182
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... الحَامِلُ عَلَى الكَرَّازِ ....

هذا مثل يضرب لمن يُرْمَى باللؤم .
يعني أنه رَاعٍ يحملُ زادَه على الكَبْشِ .
وأول من قاله مُخَالس بن مُزَاحِم الكَلْبي لقاصر بن
سَلَمة الْجُذَامي ، وكانا بباب النعمان بن المنذر ، وكان
بينهما عداوة ، فأتى قَاصِر إلى ابن فَرْتَنَى - وهو عمرو
ابن هند أخو النعمان بن المنذر - وقال : إن مُخَالِساً
هَجَاك وقال في هِجائه :


لقدْ كانَ مَنْ سَمَّى أباكَ ابنَ فَرْتَنَى
به عارفاً بالنَّعْتِ قبل التَّجَارِبِ

فسمّاه من عِرْفَانِهِ جَرْوَ جَيْأَلٍ
خليلة قشع خَامِلِ الرجلِ سَاغِبِ

أبا مُنذْرٍ أنَّى يقودُ ابنُ فَرْتَنَى
كَرَادِيسَ جُمهورٍ كثير الكتائبِ

وما ثَبَتَتْ في مُلْتَقَى الخيلِ ساعةً
له قَدَمٌ عند اهتزازِ القَوَاضِبِ


فلما سمع عمرو ذلك أتى النعمان فشكا مُخَالساً ، وأنشده
الأبيات فأرسل النعمان إلى مُخَالس ، فلما دخل عليه
قال : لا أمَّ لك ! أتهجو امرأً هو ميتاً خير منك حياً ،
وهو سقيماً خير منك صحيحاً ، وهو غائباً خير منك
شاهداً ، فبحرمة ماءِ المُزْنِ ، وحَقِّ أبي قابوس ، لئن
لاح لي أن ذلك كان منك لأنْزِعَنَّ غَلْصَمَتَكَ من قَفَاك ،
ولأَطعِمَنَّكَ لحمك ، قال مُخَالس : أبيتَ اللَّعن ! كلا
والذي رفع ذِرْوَتَكَ بأعمادها ، وأمات حُسَّادَك بأكمادها ،
ما بُلِّغْتَ غيرَ أقاويل الوُشَاة ، ونمائم العصاة ، وما هَجَوْتُ
أحداً ، ولا أهجو امرأً ذكرت أبداً ، وإني أعوذ بجَدِّك
الكريم ، وعِزِّ بيتك القديم ، أن ينالني منك عِقَاب ،
أو يُفَاجِئني منك عذاب ، قبل الفحص والبيان ، عن
أساطير أهل البهتان ، فدعا النعمان قَاصِراً فسأله ، فقال
قاصر : أبيتَ اللَّعْن ! وحَقِّكَ لقد هَجَاه ، وما أرْوَانيها
سِوَاه ، فقال مخالس : لا يأخذَنَّ أيها الملِكُ منك قولُ
امرئ آفك ، ولا تُورِدْنِي سبيلَ المهالك ، واستدلل
على كذبه بقوله أني أرْوَيْتُه مع ما تعرف من عَدَاوته ،
فعرف النعمانُ صدقه ، فأخرجهما ، فلما خرجا قال مُخَالس
لقاصر : شَقِيَ جَدُّك ، وسَفَل خَدُّك ، وبطل كَيْدُك ،
ولاح للقوم جُرْمُك ، وطاش عني سَهْمُك ، ولأنْتَ أَضْيَقُ
جُحْراً من نَقَّاز ، وأقلُّ قرىً من الحامل على الكَرَّاز ،
فأرسلها مثلاً .