عرض مشاركة واحدة
قديم 10-20-2010, 08:35 AM
المشاركة 3
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


وأن يكون الناقد ذا ذوق أدبي خاص ... وربما كانت هذه الصفة محل نزاع دائم بين العلماء والنقاد

- وربما كان الخلاف والنزاع له ما يبرره - لأن الذوق الأدبي من الأشياء التي يصعب الاتفاق على تحديدها .

وإذا استطاع العلماء أن يتفقوا في كثير من مسائل العلم ومسائل الأخلاق , فإن الذي يسهل عليهم هذا الاتفاق في مسائل العلم ,

هو أن العلم يتميز عن الذوق بوضوحه ووضوح تجاربه , والذي يسهله عليهم في مسائل الأخلاق هو أن الأخلاق مرتبطة بالمنفعة

التي يمكن أن يتمسك الناس بها في زمن من الأزمان .

أما الذوق الأدبي فمن الصعب الاتفاق على تحديده , لأنه يرتبط بالفن , والفن يرتبط بالجمال , والجمال يصعب حده أو الاتفاق على معاييره ,

أو ربطه بالمنفعة بصورة دائمة .

ومع كل هذه الصعوبة فلا بد أن يكون للناقد الأدبي ذوق أدبي خاص يتمكن به من الاحساس بالنص وما فيه من قيم جمالية ,

ليدخل ذلك في حسابه عند أصدار أحكامه الأدبية .

وأن يكون الناقد الأدبي ذا نزعة إنسانية في نقده , تدعوه دائما ً إلى الالتقاء مع أصحاب النصوص الأدبية التي ينقدها ,

التقاء يجعله متقبلا ً لهذا الانتاج الأدبي مادام جيدا ً , مهما حالت بينه وبينهم الأزمنة والأمكنة , فعلى الناقد الحق أن يقبل على

دراسة النص الأدبي الذي قيل في العصر الجاهلي بنفس الرغبة التي يقبل بها على نقد نص أدبي قيل في العصر الحديث ,

وألا يأنف من هذا التجاوب مع نقد النص لطول الفاصل الزمني بينه وبين قائله , وكذلك الأمر في تقبله .

ومن فضل الله على الناس أن خلق فيهم النزوع إلى التعارف والتآلف واللقاء .

هذا عن الصفات الخاصة بالمواهب الذاتية والاستعداد الفطري ,

أما الصفات التي ترجع إلى ما حصله الناقد من علم ومعرفة وثقافة فهي كثيرة , سنذكرها فيما بعد إن شاء الله .