عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
4946
 
عبدالله الشمراني
من آل منابر ثقافية

عبدالله الشمراني is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
191

+التقييم
0.06

تاريخ التسجيل
Nov 2015

الاقامة
كوكب الأرض ..

رقم العضوية
14271
03-14-2016, 11:27 AM
المشاركة 1
03-14-2016, 11:27 AM
المشاركة 1
افتراضي لقد تغير الأعداء ..
السلام عليكم ..

كانت المواقف الرسمية والشعبية العربية أو هكذا كان يبدو لنا تعتبران امريكا وإسرائيل على رأس قائمة الأعداء ، إلا أن هذه القائمة طالها الكثير من التغيير بفعل الأحداث المتلاحقة في الشرق الأوسط ..
في فترة المد القومي الناصري في الستينات ترسخت لدى العرب مفاهيم جعلتهما أعداء "التطلعات القومية العربية"، ووجد هذا الموقف أصداء إيجابية ولقي قبولا لدى شرائح واسعة في مختلف البلدان العربية بما فيها تلك الأنظمة المحافظة ..!
ورفد الموقف العدائي منهما وضوح الصورة اكثر من أنهما فعلا وجهان لعملة واحدة ، إضافة إلى مشاعر التعاطف الكبيرة مع القضية الفلسطينية التي كان يقال عنها إنها قضية العرب المركزية الأولى ..!
بدأت عملية التبدل في قائمة الأعداء بالمنطقة تدريجيا منذ زيارة الرئيس المصري السابق أنور السادات إلى إسرائيل، والتي كان يظن في البداية أنها أتت خارج السياق الطبيعي للأحداث، وان هذا التوجه لن يدوم طويلا بخاصة مع الرفض الشديد والمواقف العدائية ضده, ولكن هذا التوجه لم يتوقف وانتهى بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد وبإقامة علاقات دبلوماسية وتطور في اتجاه فك الدول العربية ارتباطها بـ"القضية المركزية" خاصة مع مفاوضات أوسلو وما تلاها من مشاريع للتسوية السلمية لمشكلة الشرق الأوسط ..
ولكن التغيير الحقيقي في حقيقة الأمر بدأ بدخول إيران بثورتها الإسلامية الجديدة المشهد السياسي وهي الثورة التي اطاحت بحليف امريكا والغرب القوي "نظام الشاه محمد رضا بهلوي" , ولتتجه بوصلة العداء في معظم دول الخليج نحو طهران، وقد كان اكبر ادلتها اندلاع الحرب بين العراق وإيران بدعم خليجي عربي ,والتي تواصلت ثماني سنوات وخلفت خسائر هائلة في الأرواح ناهيك عن الدمار وإهدار مئات المليارات ..
الحدث الثاني الذي ضرب الأمن القومي العربي تمثل في احتلال العراق للكويت وما تلاها من اندلاع حرب الخليج الثانية التي انتهت بتحرير الكويت على يد القوات الأمريكية ..
من هنا بدأت الفجوة تزداد وتعرضت التقاليد "القومية" القديمة لصدمات كبرى غيرت بشكل محسوس من الموقف حيالها وأفقدتها شعبيتها التي كانت تحظى بها ..
تواصل بشكل متسارع تغير أولويات "الأمن الوطني العربي" بانتهاء عنفوان المد القومي واشتداد التيارات الإسلامية وظهور ما يعرف بالإسلام الجهادي وانتشاره، وصولا إلى تكون تنظيم القاعدة وشنه هجمات 11 سبتمبر وغزو الولايات المتحدة للعراق، وظهور داعش، وتزايد تصدع أركان دول عربية وانهيار بعضها بصورة مريعة في أحداث الحراك العربي المدمر ..
كل تلك الأحداث ساهمت في انفراط عقد التوافق على الأعداء بين العرب على المستويات الرسمية والشعبية. ولم تعد الولايات المتحدة وإسرائيل عدوان ، بل تعاملت عدة دول وشعوب بالمنطقة مع الولايات المتحدة باعتبارها حليفا ومنقذا, وتلك الدول بالتبعية لم تعد تنظر إلى إسرائيل باعتبارها خطرا أكبر من إيران، بل ولا حتى من حزب الله ..!
ويمكن القول إن الأحداث العنيفة الجارية الآن في أكثر من بلد، وانتشار التنظيمات المتطرفة العنيفة تمهد لعملية تراجع جديدة تتمثل في اختفاء قوى دولية وإقليمية من رأس قائمة أعداء المنطقة الخطرين لصالح داعش، الخطر المحلي المباشر الذي تغلغل في عدة دول عربية فقدت مقوماتها وسيادتها الوطنية وهي تتآكل وتحترق من جميع الجهات ..


د/عبدالله عسكري الشمراني