عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2013, 02:18 PM
المشاركة 420
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع... العناصر التي شكلت الروعة في رواية:-10- فرانكشتاين،للمؤلفة ماري شيللي.

- تبرز اللعنة والموت وكأنهما متسلطان على حياة ورواية الكاتبة ماري شللي زوجة الشاعر الذي حملت اسمه و صديقة الشاعر أيضا بيرون، من هذا المنطلق نستضيف القاريء لجولة سياحية نقدية ضمن هذا الكون المميت..

- إن العمل الإبداعي لا ينبغي أن نرضى عنه بتواضع فهو لا يتهيأ على فراغ، لكن بالأحرى على الفوضى والتشوش ” هذا ما كتبته ماري شللي في مقدمة ” فرانكشتاين أو بروميثيوس المعاصر الرواية التي ألفتها وهي في الثامنة عشر من عمرها..

- إنه حدس مصيب يضاف الى رصيد هذه المرأة ذات موهبة العرافة التي ستصبح في كتاباتها المقبلة ” النبية اللاإرادية لمستقبلها الشخصي “..

- وربما لنا نحن أيضا مثلما أوحى بذلك العديد من النقاد في كتاباتهم حول روايتها المؤثرة التي تفتح عديد الفضاءات على الخيال والفكر وأشياء اخرى..

- وبالفعل الفوضى سبقت العمل الإبداعي.. كان ذلك في ربيع 1816 على ضفاف بحيرة ليمان لما كان المناخ السيء يحجز بداخل الفيللا “ديوداتي ذلك الرجل الباذخ والمعتد بنفسه اللورد بيرون.. خادم ماري شللي الأكبر..وكان يتألم من مرض وكان جيرانه في الفيللا الشاعر شيللي وصديقته كلير التي حملت من بيرون !..

- ماري شللي كانت فيما سبق قد فقدت بنتا صغيرة وعمرها عشرة أيام غير أن ابنها الآخر وليم الصغير ظل وقتذاك حيا يرزق.. كان كل سكان هذه الفيللا وهم مادة سائغة لقصص الفضائح بالنسبة للمجتمع اللندني المحافظ، قد طفقوا يسلطون عقابهم بشكل مصطنع تمثيلي على “بيرون” طبعا، ذلك الرجل الشاذ والزاني بالمحارم ، المنفي بسبب ممارسته لفاحشة الزنا مع أنها تلتهب في عيون نساء العالم المفتونات والمتخفيات في ثوب الخادمات..

- الجميع كان متمردا وكل على طريقته الخاصة وكانت محادثاتهم ملآى بالرعشات القوطية.. بالأشباح.. بقبلات الموت.. بالسلالات الشيطانية والأطفال الموتى..

- بيرون وشيللي كانا يتحدثان عن تجارب الدكتور إراسموس داروين، الذي نفخ الحياة في حفرية ..إنها إذا فوضى..إمتلاء شديد بالعواطف.. باللآمال والمخاوف.. بالأوهام.. بالرغبات والمواهب.. إنها أرضية خصبة ملائمة لتخمير الأفكار ونضوج الأعمال الفنية..

- وهنا يقترح العفريت “بيرون” لعبة جماعية خلاصتها أن كل واحد يكتب قصة عن شبح، وكانت قصة ماري الأم الشابة التي كانت تصغي في صمت لمناقشة الرجال، القصة الوحيدة التي كتب لها البقاء..

- ينبغي القول أن شبحها لم يكن عاديا.. فهو ليس ظلا أثيريا ملفوفا في إزار أبيض ..إنه ” شبح” إذا أردنا قادم من عالم الاموات أو مجموعة من الأعضاء بالأحرى لكنها نابضة بالحياة..
- هو وحش لكنه إنساني.. إنه لايدعى فرانكشتاين عكس ما قاله لنا “الخلف” إنه بلا اسم.. فهو لا يسمى..

- لقد صنع العالم فيكتور فرانكشتاين بأعضاء للموتى إلتقطها من بين ركام الجثث رجلا غير مكتمل.. عبارة عن كاريكاتير لجلد أصفر” يغلف بالكاد مجموعة من العضلات والشرايين ” عيناه كانتا دامعتين ..سحنته ذابلة وشفتاه كانتا سوداويين مستقيماتين.. هو وحش بلا أبوين.. بلا سلف محرك للشفقة ومرعب.. ولد من إنحراف مرضي للعلم ..ومصمم عن طريق التقنية وليس الحب.. ولد من صندوق الموتى.. إنه رعب حي.. لقد ولد ومن يراه يقول أنه في طريقه الى الموت “..

- في مخبر فيكتور حضور الحياة يبرز كل تفاصيل الإحتضار ” وعبر مقاطع الحلم المأخوذة من أعماق روحها القلقة منحت ماري شللي الحياة لإحدى أكبر الأساطير البشرية المعاصرة ” ..

- وفي الحقيقة أن الوحش أقل من كونه تجميع لقطع من جسم مصهور بحالات سيكولوجية مكبوتة خارج الوعي.. كونها غير مرضى عنها أو أنها غامضة مستغلقة ” إنه خلق مغتصب لحياة انطلاقا من تحلل أجسام ما.. خلق شرعي لعمل إبداعي بداية من اللغز الغامض للميلاد و في طباقية بارعة..هذان الموضوعان يترابطان وينفصلان حول الصورة الساحرة لطفل الأنوار.. هذا المولود من أم ميتة ذهبت ضحية حمى نفاسية عشرة أيام بعد إنجابها .
- لا يوجد ماهو أكثر فوضى من مصير ماري شللي، وذلك بزمن سابق عن ميلادها.. إن بطلة رواية ناجحة ليس لها مالهذه القصة من السمات الروائية جدا