عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-2010, 03:00 PM
المشاركة 8
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

انعطفت يمينا عندما جن علي الليل
و قد كنت في بيداء مقفرة موحشة و لكنني لمحت نورا شاحبا يرنو الي من بعيد فشددت الخطى نحوه و المخاوف تنتابني أن يكون كوخا لقطاع الطرق أو لساحرة تمتهن تضييف الاغراب و تسمينهم ثم تحويلهم إلى ضفادع و غربان و هررة مشاكسة
طرقت الباب ..فتحت لي فتاة محياها يريح القلب و يهدىء الافكار الغريبة التي ثارت في ذهني و في داخل الكوخ هناك سيدة مسنة يكلل ثلج المشيب رأسها،تمسك صنارتين و تحيك ربما دثارا من الصوف
دعتاني لأبيت عندهما الليلة فالصحراء مخيفة و الليل بارد و ربما هما تنتظران القادمين ليزيحوا بعضا من وحشة الليل ووحدته
جلسنا بجانب النافذة نراقب نجوم السماء و نحصي المذنبات المارة
لمحت في الافق شرارات تضيء و تختفي ثم تعود ، تساءلت بصوت مسموع :أهي يا ترى جنادب الليل المضيئة ؟
- لا هذه شرارات قلب دانكو المحترق
التفتت فوجدت العجوز قد استيقظت من إغفاءتها
اقتربنا منها قليلا و شرعت تقص علينا قصة دانكو الذي انتزع قلبه من بين حناياه ليضيء لشعبه درب غابة مظلمة كانوا يشقون طريقهم فيها و عندما اوصلهم للدرب الآخر تحول الى شرارات تضيء في الليل
ودعتهم في الصباح بعد أن وعدتهما أن أجعل طريق العودة من نفس الدرب
كنت هنا مع عالمين مختلفين لا أدري كيف اجتمعا
عالم مكسيم جوركي و قلب دانكو المحترق و عالم الفلم الروائي الذي قدمه الأخوين رحباني و السيدة فيروز (سفر برلك)‏08:44 ص ‏28/‏10/‏2007