عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2011, 10:41 PM
المشاركة 517
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
شامي الحسني

رجل الأعمال السعودي
بدأ حياته عاملا بالزراعة والبناء وحارسا
انخرط في العمل في سن السابعة ويتمه زاده إصرارا على النجاح

الرياض – من عمر عبد العزيز
دفع اليتم المبكر وظروف الحياة الصعبة الشيخ شامي الحسين الحسني رجل الأعمال السعودي إلى الانخراط في مجال العمل مبكرا، وهو في السابعة من عمره، بأجر نصف ريال في اليوم، حيث عمل في زراعة الحبوب وحصادها وكذلك رعي الأغنام والماشية، حيث كان يجب عليه أن يعمل بعد وفاة والده وهو في سن الثالثة، وعلى الرغم من حبه للتعليم فلم يستمر في التعليم سوى 8 أشهر، حيث حالت الظروف بينه وبين الدراسة.

زاده اليتم المبكر إصرارا على العمل والنجاح، عيناه منذ الصغر كانتا تتجهان صوب جدة والرياض، حيث تتوفر فرص العمل والأموال.

عمل في جدة في البناء وحراسة العمارات، وفي الرياض والمنطقة الشرقية امتهن الطباعة وأحبها، وذهب طموحه إلى أن يمتلك مطبعة.

لم يقتصر نشاط الشيخ الحسني على الطباعة، بل تعداها إلى السياحة والعقارات، وتوسع في نشاطه إلى دول مثل أستراليا وتايلاند والسودان.
أول راتب نصف ريال
يقول الحسني -في حديث خاص لـ"الأسواق.نت"- "إن أول راتب تقاضاههو نصف ريال من عمله في زراعة الحبوب وحصادها، وكان الغداء والفطور على صاحب العمل،وكنت أعمل وأرجع إلى البيت، وإذا كان العمل بعيدا عن البيت أرجع إلى عمتي نهايةالأسبوع، وأما التعليم فلا يوجد مدرسة بالقرية التي انتقلت إليها، وارتفعت أجرةالعمل إلى ريال ونصف الريال".

وأضاف : كنت أسمع عن جدة والشام وفرص العملهناك في بناء البيوت والعمارات، ولكن عمتي ترفض ذهابي لصغر سني وحرصها الشديد علي،ولكن الفكرة ظلت في رأسي للذهاب هناك.

ولد الحسني بقرية تسمى العريجاء فيمحافظة القفنذة جنوب غرب السعودية عام 1373هجرية، وتوفي والده وعمره 3 سنوات، ونشأيتيما في كنف عمته، أما شقيقته فعاشت مع والدته التي لم يعرفها إلا حين بلغ منالعمر 12عاما.

ويضيف عشت في "العريجاء" سنوات الطفولة، وكان الغذاء علىالحبوب (القمح والذرة)، الذي ينقطع علينا في الصيف وأيام الحر الشديد، وكان منزلنامن القش، أما وسيلة النقل فهي الدواب من الجمال وغيرها، وكانت السيارة نادرة جدا فيذلك الزمن.
المدرسة عشة واحدة
ويتابع بقوله بعد أن وصل عمري 7 سنوات دخلت مدرسة الكدسةالابتدائية، وكانت المدرسة عشةواحدة، وكان التعليم يتركز على القرآن الكريم، وعلىالرغم من حبي للمدرسة فقد درست 6 أشهر فقط؛ لأن الظروف حالت دون ذلك، "حيث عدتللبيت ووجدت أسرتي محملةً العفش وراحلين إلى "بارق"، حيث كانت الأرض قاحلة ولا يوجدبها لا قمح ولا غذاء، وتوجهت مع عمتي إلى "بارق" طلبا للرزق، وعدنا إلى الديرة بعدذلك، ولكن كان الربيع في بلدة "دوقة" شمال المحافظة والأرض خضراء، ورجعنا من "بارق" إليها حيث التحقت بمدرسة فلسطين وكان الطلاب 15 طالبا فقط.

ويتابع قائلا "مكثت في دوقة شهرين، ثم توجهنا إلى وادي حلي في قرية تسمى "غبيشة" ويسكن بها قريبلي اسمه مناع مصطفى الحسني وسكنا بجواره".

وعن بداية حياته العملية وطبيعةعمله قال عملت وعمري 7 سنوات في زرع الحبوب وحصادها، وكذلك رعي الأغنام والماشية،وأول راتب تقاضيته نصف ريال، ولكن الغداء والفطور كانا على نفقة صاحب العمل، وكنتأعمل وأرجع إلى البيت وإذا كان العمل بعيدا عن البيت أرجع إلى عمتي نهاية الأسبوع،وأما المدرسة فلا يوجد مدرسة بالقرية التي انتقلت إليها، وارتفعت أجرة العمل إلىريال ونصف الريال.
حكايات جدة والشام
وعن أسباب سفره إلى جدة وكيف تم ذلك، قال الأسباب كانت ظروفالمعيشة الصعبة التي عايشتها، وعلى الرغم من أنني كان لدي 14 رأسا من البقر، وطمأنتعمتي أنني لن أسافر، إلا أن الفكرة موجودة، وأما مشاق العمل فأنا تعودت على العملالشاق وعمري 7 سنوات في أعمال الرعي وحصاد وزرع الحبوب، وكنا نعمل من بعد صلاةالفجر إلى غروب الشمس وبأجرة زهيدة.

وتطرق الحسني لرحلته إلى جدة، وقال فيليلة بعد أن خلدت عمتي للنوم وفي حوالي الساعة 12 ليلا خرجت خفية من بيت عمتي وفيجيبي 10 ريالات، وتوجهت إلى بلدة "الخيع" الواقعة على الطريق حيث تعبر السياراتالقادمة من اليمن، وانتظرت على الطريق إلى الساعة 9 صباحا، ثم جاءت سيارة محملةبالركاب وركبت بريال واحد إلى سوق الخميس في القوز، ووصلت القوز وبعدها جاءت شاحنةمحملة بالأثاث لتوصيله لمدرسة في محافظة قلوة، ثم تتوجه إلى جدة واصطحبني السائقمعه بعد أن شرحت له ظروفي الصعبة.

كان الطريق وعرا وحالته سيئة، ولذلك وصلناجدة بعد أسبوع، وبدأت العمل في مجال البناء، وكنت أتقاضى 19 ريالا أسبوعيا، ثم عملتحارس عمارة لمدة 6 أشهر مقابل 5 ريالات في اليوم.
قصة قطع الأصابع
ويضيف أنه فكر في السفر إلى الرياض، بعد أن تحدث إليه صديق لهاسمه إبراهيم الخالدي، ولكنني رفضت في البداية الذهاب للرياض، حيث كنت أريد الذهابللديرة وأسلم على عمتي، وبالفعل ذهبت للديرة، وكان عندي قطيع من البقر بعته بـ2800ريال، وقررت الرجوع لجدة، وعملت في مصنع للنحاس براتب شهري 150 ريالا، ولكن النيةللسفر للرياض موجودة وأنتظر الوقت المناسب.

وروى الحسني في حديثه قصة قطعاثنين من أصابعه في مصنع النحاس بجدة، ويقول "غفلت عن آلة المكبس لتضغط على إصبعيحث قطعت واحدا والثاني تم قطعه في المستشفى الذي نقلت إليه، ورجعت للمصنع نفسهبعدما تماثلت للشفاء ورفعوا رتبي من 150 ريالا إلى 250 ريالاً ومكافأة 700 ريال،وكانت معاملتهم لي حسنة جداً وخاصة مدير المصنع حسن أبوالعينين.
السفر إلى الرياض وحب الطباعة
وتطرق الحسني لرحلته إلى الرياض فقال استأذنت مدير مصنع النحاسفي جدة، وتوجهت للرياض مع صديقي إبراهيم الخالدي، ووصلنا الرياض بعد 3 أيام، وكنتأسمع عن البطحاء وذهبت إليها بالفعل.

وأضاف وصلت البطحاء وجلست على رصيفأمام مطابع المنطقة الوسطى، وشدني عمل آلات الطبع، وخرج من المطبعة رجل وقال تريدالعمل قلت نعم، ودخلت معه المطبعة وكلفني بالعمل في التجليد وبراتب 200 ريال شهريا،وبعد 3 أشهر تم نقلي من قسم التجليد إلى قسم الطباعة، ثم عملت في الطباعة براتب 250ريالا ومكثت بها سنتين.

ويتابع قائلا بعد سنتين من عملي بالمطبعة في الرياضراودتني فكرة الذهاب للمنطقة الشرقية، وبالفعل ذهبت للخبر وعملت في دار الخليجالعربي للطباعة والنشر بمرتب 1200 ريال، وتدربت على ماكينات الطبع الجديد الأوفست،والتي كانت نقلة كبيرة في مجال الطباعة، وكانت بداية نجاحي من المنطقةالشرقية.

وعن دخوله العمل الخاص قال الحسني "كان معي 42 ألف ريال، وكان معيزميل اسمه (شقيقي) يعمل في مستشفى السلامة، وعرض علي التجارة وطلب مني 20 ألف ريالوأعطيته، وذهب للبحرين وجاء بالبضاعة، ولم أنم في تلك الليلة، وذهب بمجموعة منها فيالصباح وباع كل الكميات وبمبلغ 40 ألف ريال، وحينها تبدل شعوري بشعور آخر، وبدأناالعمل في التجارة، وأما أنا فما زلت أعمل في المطبعة، ووصل رأس مالي أنا وشريكي إلى 700 ألف ريال، بعد ذلك استقل كل منا بذاته.
قصة أول مليون
وعن الحصول على أول مليون في حياته، قال الحسني كان حنينيللرياض مستمرا، وبالفعل عدت إليها ومعي 500 ألف ريال، ومن الصدف وجدت إعلان مساهمةعقارية في العليا، واشتريت بـ300 ألف ريال، والمساهمة الثانية في مخطط حي الشفا،وبعد 6 أشهر ذهبت لمكتب المؤسسة أريد بيع أسهمي في المخطط وأعطيته المسؤول السند،وقال لي "جيب كيس للفلوس وأحضر لي 860 ألف ريال في كيس"، وذهبت به للبنك لإيداعالمبلغ، لكن الموظف رفض لعدم وجود هوية معي، وأودعت المبلغ في حساب أحد الزملاء،وكان ذلك في عام 1392هجرية.

وأضاف رجعت للديرة ووجدت عند عمتي ورقة هويةلوالدي، وذهبت بها للأحوال المدنية في القنفذة واستخرجت شهادة ميلاد بموجب تلكالورقة، ورجعت للرياض وفتحت حسابا في البنك الأهلي، وأودعت المبلغ في حسابي الذيشارف على المليون ريال.
الرغبة في إنشاء مطبعة
أما عن توجهه في العمل الحر، فقال الحسني إن طموحي كان أن أفتحمطبعة ملكا لي، وتحقق ذلك بالفعل حيث استأجرت محلا في شارع البطحاء، وفتحت فيهمطبعة، وعملت توسعة للمطبعة بعد ذلك إلى دور كامل، وازداد الدخل السنوي إلى 10ملايين ريال في السنة.

أما طموحي الآخر فهو المقاولات، وعملت مكتب مقاولات،وعمل معي مهندس من الجنسية العربية، وأول مشروع تسلمناه في حرس الحدود بنجران،وبعدها مشاريع لوزارة التربية والتعليم، وبعد ذلك قررنا أن نغير مسمى المؤسسة إلىشركة شامي الحسني وشركاه، بعد صدور قرار الاستثمار. ثم بعد ذلك تزوجت في عام 1396هجرية.

وأضاف رجعت للقنفذة وإلى بيت والدتي في القوز، وعملت جولة مسحللمحافظة، ومعي مذكرة أدون فيها احتياجات المنطقة، وسجلت مستوصفات وصيدليات وفندقاوفرعا للمطبعة، وفعلا افتتحت المطبعة عام 1403هجرية، وبعد ذلك شجعني محافظ القنفذةورئيس البلدية لإنشاء فندق، وبالفعل تم إنشاء فندق تهامة.

استثمارات الشيخالحسني لم تقتصر على الداخل، بل امتدت كما يقول إلى تايلاند وجيبوتي والسودانوأستراليا، و"جلبنا شركات أجنبية للسعودية، حيث تعاقدت مع شركة "بي تي إنتر فيشوري" لعمل مشروع تعليب وتغليف الأسماك، وسيكون في القنفذة، وتكلفته 48 مليون ريال،وسيعطي فرصة للصيادين، وحصلنا على تعاقد لتصدير منتجات المصنع إلى أوروبا واليابانمن الأسماك والروبيان".