الموضوع: سحابة سوداء !
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2011, 12:59 AM
المشاركة 10
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


آه منك أيها السرير الأسود إلا من بياض خديها وقلبها، والغرفة المظلمة إلا من نور وجنتيها وابتسامتها المخنوقة عندما تدعو لنا بسعة الرزق والبركة في المال والزوجة والولد..
" راضية عنك يا ولدي"..


أرجوك لا تبك يا أماه.. توقفي أيتها الدموع.. كوني بردا وسلاما على قلبها المكسور من ألم العجز، وانتظار الربيع.. كل الفصول..
أدميت قلبي يا أماه..


أماه.. يا أماه..
لا تبك على جناحك المكسور في الدنيا، فهو سيحلق بك في الجنة التي ما زالت تحت قدميك النحيلتين.. قدماك تحتهما الجنة يا أماه فادعكي برائحة الجنة وجوهنا، وملامحنا، والناس، والأرض والمطر..


ضميني إلى صدرك كما كنت طفلا بالأمس، ضميني إلى الصدر الذي تمردت عليه اليوم عندما كبرت.. أصبحتُ متلهفا إلى رؤيتك أكثر من ذي قبل، وكأني سأموت بين يديك، فأنا أحس بمنيّتي تقترب مني..








سلام الله على أخي الفاضل
أ.علي الزهراني

كم أتوق إلى ذلك القلب الأبيض بهي الطلعة
وحنو الصوت وتموجات تجاعيد مرتلة بعمر السنون
ونظراتك تحتضنني بأصابع دافئة إذا ما داهمني المرض
آه يا أمي غيبكِ الموت عني أحن إلى هلعكِ عليّ
وابتهالك المبلل بالدموع بين ثنايا الليل
بوح شفيف أبيض وأحاسيس نقية
اكتنفت هذا الزخم الرخيم لابن بارّ
لامس بحكمته الوتر الحساس
فسكنت حروفه قلوبنا
تحية بعطر الياسمين
أزال الله عنك الغمام الأسود
واستبدلها ببياض روحك
ودي وتقديري

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)