الموضوع: شرك الموساد ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2010, 08:44 PM
المشاركة 49
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
= مفاجأة غير مريحة =

"أنزلني هنا من فضلك"
نطق (حاتم) العبارة , وهو ينظر ل(مازن) نظرة ذات مغزى, وواجهته رغبة عارمة , في أن يسحق فكه بلكمة , يودع فيها كل غيظه وحقده , على هذا الشخص لكن وجد نفسه ينزل مرغما من السيارة .
تابعه (مازن) من خلال المرآة , فوجده واقفاً , وقد عقد ساعديه , وشياطين الدنيا تتقافز في عينيه ,
شعر(مازن) بغصة في حلقه مع رؤيته (حاتم) على هذا المنظر وبسرعة نفض فكرة اقتحمت عقله
واخذ يراجع خطته مرة ثانية , وثالثة , ورابعة :
كانت خطته تقتصر على أن يتعرف على صاحب التاكسي
ذي اللون الأحمر , من ذلك النوع (مرسيدس) والذي يعمل على خط (جنين_ حيفا)
هذا الشاب الذي له نشاطات وطنية متعددة ,
هذا ما أسفرت عنه معلومات المخابرات...
ومن ثم يقول أني ذاهب إلى مدينة (حيفا) (طلب) ,
مع صديق له , والذي هو (حاتم) , وعندما يصعد إلى السيارة , يضع مسدساً في جيب السيارة , وعندما يهم بالنزول ,
يفتح جيب السيارة فيصطنع الدهشة والمفاجأة , ويخبره انه سيتدبر أمر المسدس ,
وكي لا يتبادر لذهن السائق أي بادرة شك في أن الأمر مدبر , يتهم (مازن) صديقه في انه يمكن أن يكون من وضع المسدس , والذي ضمن الخطة ينزل في محطة سابقة لمحطة (جنين).

وتم الأمر حسب الخطة تماماً , فـ(حاتم) نزل بين (جنين) و(حيفا) وهاهي السيارة شارفت على الوصول
عندها طلب (مازن) من السائق أوراق (محارم) ,
فمد السائق يده إلى جيب السيارة, فاصطدمت يده بالمسدس , عقد حاجبيه , وتساءل في قرارة نفسه عن هذا الجسم الغريب , فأخرجه بيده , تفاجأ واندهش ,
وارتبك ونظر إلى (مازن) الذي قال بحركة تمثيلية :
- إني أستسلم دقيقة من الصمت أطبقت على السيارة بعد عبارة (مازن) , فقطع هذا الأخير الصمت بالقول:
- ماذا تريد مني ؟ إني مسكين , مسافر إلى عملي ؟.
تمتم السائق بكلمات غير مفهومة وقال:
- لا أعلم شيئاً عن هذه المصيبة .
وبدأ يسب ويشتم ويستغفر .
- لا يهمك يا رجل , كن مطمئناً من ناحيتي
- وماذا اعمل بهذه المصيبة ؟
- أعطني المسدس , وأنا أسلمه إلى مركز الشرطة في جنين , وينتهي كل شئ
- والتحقيق؟, والسجن؟
- لا تهتم لن يحدث إلا الخير , فأنا أتكفل بالأمر .
أدار السائق عجلة القيادة , راجعا إلى جنين , حيث أنزل (مازن) عند مركز شرطة جنين, بعد أن قال الأخير:
- إذهب أنت مع السلامة .

دخل (مازن) المركز بخطوات ثابتة وواثقة
وذهب إلى مكتب (جان) , ووضع المسدس على طاولة المكتب ..
وهم أن يخبره بما حدث لولا أن لاحظ أشياء غريبة حدثت
وأدرك أن الأمور اختلفت منذ زيارته الأخيرة للمركز
فـ(جان) عدد من الثقوب رسمت على عنقه , ودماء متجلطة على رأسه رسمت خيطاً غليظاً فوق أذنه
وأحد العمال ينظف منتصف الحجرة , الذي بدا فيها واضحاً , آثار بحيرة صغيرة من الدماء , كان هنا منذ قليل فقط ...
أدار (مازن) الأمر في عقله , عله يستطيع تفسيره
وتناسى تماما أمر السائق والمسدس بعد أن رأى آثار حرب صغيرة دارت رحاها في هذه الغرفة
وهمّ أن يلقي سؤالا عن الذي حدث , لولا أن سمع صوتاً خافتاً يتكلم بكلمات وعبارات غير مفهومة
فأدار ظهره على الفور تجاه الصوت, والذي لم يكن غير (سعاد) , فوجدها تجلس , وقد ضمت ساقيها إلى صدرها
ودفنت رأسها في ساقيها, وارتفع صوتها واضحاً بعد أن رفعت وجهها ونظرت في وجه(جان) مباشرة
وبحركة غريزية رفعت يدها أمام وجهها كأنما تصد شبحا مخيفا , وقالت:
- لا, لا , لا تقتلني أرجوك , أنا لم افعل شيئاً ..
وعاد (مازن) ينظر إلى (جان) الذي بدا ككتلة من لوح ثلجي بصمته هذا
وحاول أن يفهم شيئاً , أي شئ لكن دون جدوى.
وعاد صوت سعاد يخترق أذنيه وهي تصرخ منتحبة:
- أنا لم افعل شيئاً , لا تقتلني أرجوك
هي من فعلت ذلك , أنا لم افعل شيئاً .
ذهب (مازن) إلى ركن الغرفة حيث تجلس (سعاد) وأمسك كتفها وهزها بعنف:
- ما بك يا (سعاد) ؟ ما الذي حصل؟ لكن دون جدوى ...
فقد بدت (سعاد) أشبه بجثة هامدة وهي تدفن وجهها بساقيها
و(جان) ليس حاله بأفضل منها .
وظلت أسئلته دون جواب ....
وظل سيلاً من الأسئلة يلاحقهما الذي حدث؟....
ولماذا (سعاد) ترجو (جان) ألا يقتلها؟
ومن الذي فعل بـ(جان) كل هذا ؟
ودماء من هذه الذي تتوسط الحجرة ؟
وكأن حربا صغيرة دارت رحاها هنا ومن تقصد (سعاد) بـ(هي)؟من (هي) هذه؟
عشرات الأسئلة اجتاحت عقله بل مئات الأسئلة لكن دون إجابة واحدة أدنى إجابة



.....يتبع