الموضوع: عن حياتهم 2 / 3
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
1

المشاهدات
2549
 
خالد البلوشي
من آل منابر ثقافية

خالد البلوشي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
62

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Feb 2014

الاقامة
Dubai

رقم العضوية
12745
10-17-2014, 09:41 PM
المشاركة 1
10-17-2014, 09:41 PM
المشاركة 1
افتراضي عن حياتهم 2 / 3

عن حياتهم : رَفَضُوا الجوائز و التكريم .. 2 -- 3

*

صحيحٌ أن خير الثواب هو ثواب الخالق في الآخرة ، و لكن الإنسان بغريزته يشعُر بقيمة تعبه و جُهده إن قوبل بالثواب ، و رغم القول المأثور قديماً : أن الناس مجزيّون بأعمالهم .. إلا أن هُناك من رَفَض أن يستلم الجزاء القيّم نظيراً لِعَمَلِه ..

أحد هؤلاء .. عباس محمود العقّاد .. و الذي يُعد من أشهر المفكرين المؤثرين في العصر الحديث ، فمؤلفاته تعدّت الآفاق لترسم فكراً متوازناً في الأوساط الثقافية ، و هُوَ أحد الذين أخلصوا من أجل الفكرة لا لسواها ، و قد رفض العقاد التكريم الذي منحه إياه الرئيس جمال عبد الناصر في فترة حُكمه ، كما رفض شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة مفضّلاً عليها شهادته الأبتدائية التي توقفت مرحلته الدراسية عندها ، و أما عن سبب رفضه للتكريم فـكان يقول : أن هذا التكريم هو حقٌّ يُراد به باطل ، ومع ذلك فقد انزعج كثيرا لأن الأوساط الثقافية لم ترفع إسمه لترشيحات جائزة نوبل و فَضّلَت أن تدعم غيره ..

و للأديب الروسي باسترناك إصدار معروف بإسم : حياة شقيقتي .. و يُعتبر من أهم أصدارات الأدب الروسي في القرن العشرين ، و قد قيل بأنه رفض جائزة نوبل للآداب ، ليتبيّن فيما بعد أن الحكومة هي من أجبرته على رفض هذه الجائزة لأن حصوله عليها جاء بفضل إحدى كُتُبِه التي هاجم فيها الشيوعيّة ، و لا شك أن باسترناك شَعَر بالحرقة بعد أن أُجبر على هذا الرفض ..

و النجم العالمي الراحل مارلون براندو والذي اشتهر بحضوره القوي عام 1972 في فيلم العرّاب The Godfather ، كان قد رَفَض هو الآخر جائزة الأوسكار ، و قد قيل أن سبب رفضه للجائزة هو سوء المعاملة التي يتلقاها الهنود الحمر في أمريكا آنذاك ، و قد أوفد نيابةً عنه فتاة من الهنود الحمر لتقرأ رسالته التي يذم فيها الانطباع السيّء الذي يُرسم عن الهنود ، كما أن هناك سببٌ آخرٌ لرفضه للأوسكار ، و يتعلّق بـمُعاداته لليهود نظراً لانتهاكاتهم الصارخة ، و تمت مُحاربة براندو من قِبَل المنتجين بعد أن كرّر انتقاداته اللاذعة اتجاه اليهود ، فخَفَت نجمه وقل ظهوره السينمائي و انتهي به الحال كأيّ فقيرٍ مسحوق و تُوَفّي وَسَطَ دارٍ للعجزة ..

و هناك حكمة في منتهى الروعة تقول : التعب يزول و الثواب يبقى ، و اللذة تزول و الإثم يبقى .. ما أعمق معانيها ..


من هنا :
عن حياتهم 1 / 3




الأَفكارُ مُعْفَاةٌ مِنَ الضّرِيبَة.

" كامدن "

*
twitter : @k4rak