الموضوع: ظل كافافيس ..***
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2010, 10:22 PM
المشاركة 7
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
اقتباس من النص ظل كفافيس

"قلبه الذي يكتظ بالحزن ..
كان يمتشق خفقة جامحة
ويلقيها زفرات على هامة الضجر ..
قلبه المنصاع دومآ للألم ..
وهذا الهاجس بالإنكسار والشتات,
قلبه والوجع ..
ها هو يغوص بين حناياه ويستكين..
يتغلغل في تجاويف صدره حتى الإختناق,
فإذا ما صفق الألم في أعماقه,
أخذ يدندن بأنشودة قديمة عن البحر وعواصف الزمان .."

مدخل النص وهو اقرب الى الشعر من النثر، وهو مدخل فذ، فيه من الغموض والمشاعر الكثير، ويترك الكثير من الاسئلة في نفس المتلقي، مما يجعله ينشد الى النص ويندفع للقراءة رغم صعوبة اللغة والتراكيب التي تتطلب جهدا ذهنيا كبيرا:
- فمن هو هذا الذي قلبه يكتظ بالحزن؟
- ولماذا ؟
- وما الذي جعله يمتشق خفقة جامحة يلقيها زفرات على هامة الضجر؟
- ثم لماذا ينصاع قلبه دومآ للألم ؟
- وما سبب الإنكسار؟ والشتات؟
- وما الذي يوجع قلبه؟
- ولماذا يغوص بين حناياه ويستكين؟
- وما الذي يجعله يتغلغل في تجاويف صدره حتى الإختناق؟
- وما سبب الألم الذي يصفق في أعماقه؟
- ومن هو هذا الذي يأخذ يدندن بأنشودة قديمة عن البحر وعواصف الزمان؟

الكاتبة نجحت هنا في اعداد مسرح القصة، مسرح تملؤه الاثارة والغموض والمشاعر الملتهبة بلغة شعرية مؤثرة ومكثفة...كل ذلك يدفع المتلقي لمتابعة القراءة لمعرفة بقية القصة... والتعرف الى البطل والذي يبدو انه تحول الى ظل لذلك الشاعر اليوناني الاصل لانهما يشتركان في المعاناة والالم..فما قصة هذا الاحمد؟ بطل القصة؟

ساحاول الغوص اكثر في هذا النص رغم صعوبته لتحديد ماهيتة وصنفه؟ هل هو نص قصصي؟ وهل لبى شروط النص القصصي الناجح؟
يبدو ان الكاتبة قد وفقت بداية في اعداد مسرح النص ( المشهد ) واجمل ما فيه هذه الصور التي تملا المشهد..ففي الجملة الاولى نجد ان الكاتبة تشخص الحزن وهو يكتظ في قلبة وكأن قلبه احد شوارع المدينة المكتظ بالناس... ثم صورة اخرى صورت الكاتبة فيها الالم وكأنه انسان يصفق وهو لا بد تعبير عن شدة الالم...
صور بالغة التأثير ...وبداية فذة موفقة.

فهل نحن بصدد نص قصصي فذ؟