الموضوع: آهة مأسورة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2011, 11:17 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
في القلب آهة مأسورة


سجنها الزمن
داخل صدر أضناه الفقد والفراق
وأشعله لهيب الوجد وطول الحرمان
من بعد ما صليت بالبعد
وأوقعتني مقاديري في وحل الاغتراب
وبين عهودي وانتقاض الوعود
يتبرأ مني ظلي
ويتمدد جرحي على تقاطيع الذاكرة
وفي كل ريع مني يتبعثر شلوٌ
ويخر بسفح المهانة خطوٌ
ويلون نزيفي كل المسافات
ويمخر الصد عباب أيامي
ويتشرد الحلم اليأتزر الذكرى
ليصلب قلبي في غسق الأوجاع
أعتصم بأطياف من خيالاتي
وآمالـي التائـهة
فلا أجد إلا مفرداتٍ هرمة
في اهـتزام الـروح
تتوزع غضـباً ورعونة
ترفضني كل جهات الكون
وتعصف بي في الموسم الخواء
فأظنّ أن لكل من يعرفني شأناً يغنيه
إذ يبـيعني الغيب لتسويف الزمان
وتقفر بي كل تفاصيل المكان
وما أوجع أن يخذل القريب قبل البعيد
وفي خضم هذه الأشـجان
يحـاول البـال
أن يرسـم خطوطاً للأمل
في أكوام أسـئلة حائرة
أبطالـه الحرف والذكرى

سليمان المهدي

درر هذه الحروف ورائعة نثرتها هنا بصدق
نابعة من وجدانك خرجت من آهات قلب بالحزن غارق
ورماده ينثره الفقد والفراق والاغتراب
وخذلان القريب قبل البعيد صدر من إحساس عذب وجيّاش
رغم حجم الألم والنزف نتوجع ونتألم
الأحبة والحياة وقلوبنا
سيهون كل شيء في سبيلهم ويظهر نور
يفاجئنا ويسطع منه بريق نحيا عليه

الكاتب الفاضل سليمان مهدي
سلامتك من الآه
تحيتي وجلّ تقديري

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)