عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2020, 09:00 AM
المشاركة 1773
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ أَكْلَةٍ تَمْنَعُ أَكْلَاتٍ ....

يضرب في ذم الحرص على الطعام .
قال المفضل : أول من قال ذلك عامر بن الظَّرِبِ
العَدْوَانيّ ، وكان من حديثه أنه كان يدفع بالناس في
الحج ، فرآه ملك من ملوك غَسَّان ، فقال : لا
أترك هذا العَدْوَاني أو أُذِلُّهُ ، فلما رجع الملك إلى
منزله أرسل إليه : أُحِبُّ أن تزورني فأحْبُوَكَ
وأكرمك وأتّخذك خِلَّاً ، فأتاه قومه فقالوا : تَفِدُ
ويَفِدُ معك قومُك إليه ، فيصيبون في جَنْبِكَ ،
ويَتَجَيَّهُونَ بجاهك ، فخرج وأخرج معه نَفَرَاً من
قومه ، فلما قدم بلادَ الملك أكرمه وأكرم قومه ، ثم
انكشف له رأيُ الملك فجَمَعَ أصحابه وقال : الرأي
نائم والهوى يَقْظَان ، ومن أجل ذلك يغلبُ الهوى
الرأيَ ، عَجِلْتُ حين عجلتم ، ولن أعود بعدها، إنا
قد تَوَرَّدْنَا بلاد هذا الملك ، فلا تسبقوني برَيْثِ
أمرٍ أقيم عليه ولا بِعَجَلَةِ رأيٍ أخفُّ معه ، فإن رأيي
لكم ، فقال قومه له : قد أكرمَنَا كما ترى ، وبعد هذا
ما هو خير منه ، قال : لا تَعْجَلوا فإن لكل عام
طعاماً ، ورُبَّ أَكْلَةٍ تَمْنَعُ أَكْلَاتٍ ، فمكثوا أياماً ، ثم
أرسل إليه الملك فتحدَّث عنده ، ثم قال له الملك :
قد رأيتُ أن أجعلك الناظِرَ في أموري ، فقال له :
إنَّ لي كَنْزَ علمٍ لستُ أعلم إلا به ، تركتُهُ في الحيّ
مدفوناً ، وإن قومي أَضِنَّاءُ بي ، فاكتب لي سِجِلَّاً
بجباية الطريق ؛ فيرى قومي طَمَعَاً تطيبُ به أنفسُهم،
فأستخرج كنزي وأرجع إليك وافراً ، فكتب له بما
سأل ، وجاء إلى أصحابه فقال : ارْتَحِلُوا ، حتى إذا
أدبروا قالوا : لم يُرَ كاليوم وافدُ قومٍ أقل ولا أبعد
من نَوَالٍ منك ، فقال : مهلاً ، فليس على الرزق
فَوْت ، وغَنِمَ من نجا من الموت ، ومَنْ لا يرَ باطناً
يعش واهناً ، فلما قدم على قومه أقام فلم يَعُدْ .