عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2012, 02:30 PM
المشاركة 588
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
* ـ أنت إحدى الأديبات العربيات اللواتي رسخن مفهوم الأدب النسائي الذي ضاهى في أغلب نماذجه ما كتبه الرجل من أدب… ترى كيف تنظرين إلى عوالم المرأة العربية الكاتبة اليوم أين هي الإيجابيات وأين هي السلبيات؟!‏
** من حيث المبدأ أنا لا أعترف بأدب نسائي وأدب رجال إن صح التعبير، إنه أدب فقط سواء صدر عن المرأة أو الرجل. وأنا بحكم تحرري منذ البدايات اجتماعياً وقناعتي بأن المرأة ند للرجل فقد كرست لدى جيلي من الأدباء والكتّاب ـ وكنا قلة ـ بأنني مساوية لهم ولا أقول أضاهيهم. وفي حفل تكريمي في جمعية القصة في اتحاد الكتّاب العرب صرّحت لجريدة تشرين "أنني كاتب ولست كاتبة".. فقد عُزز هذا الإحساس لدي ولدى الآخرين بأنني كنت المرأة الوحيدة في عدة مكاتب تنفيذية لاتحاد الكتّاب العرب، أو في مشاركات صحفية، أو في لجان عليا حتى على المستوى القومي. وأنا أفصل تماماً بين شخصيتي كامرأة وبين شخصيتي ككاتبة وأديبة، ولعل هذا ما كان يشعر به زملائي جميعاً.‏
أما بالنسبة لإنتاجي فقد كنت أغرف من معاناتي كإنسانة في زمان معين، وبلد معين، وظروف معينة فكيف تكون إذن الفوارق؟ وهذه لو حصلت ـ أي الفوارق ـ فإنها تكون بلمسات خفيفة وشفافة جداً، وبإشارات خاطفة ليس أكثر، وكأنما المرأة لدي تأبى إلا أن تطل ولو من نوافذ صغيرة.‏ وبما أنني أتابع الإنتاج النسائي في الأدب عموماً والرواية خصوصاً، وربما ساهمت بطريقة أو بأخرى بمساعدة من أصبحن أديبات، فإنني أقول إنه أصبح لدينا أدب يسمى الأدب النسائي، لأن المرأة في هذا الإنتاج بعد أن خرجت من شرنقتها، وتمردت على أوضاع كثيرة أسروية أو اجتماعية لم تجد أمامها إلا المرأة الأنثى أو الاخرى الأنثى أيضاً، فأصبحت الهموم الأنثوية ومفردات الحب والجسد هي الأساس في أعمالهن الأدبية. ولأن مجتمعنا يتسارع في تغيراته، وربما في تناقضاته فهو يطفح بهذه المشكلات التي جعلتها المرأة محورا لإنتاجها الأدبي. ولا أريد أن أسوق أمثلة ولكن يكفي تلك العناوين المثيرة لإنتاج المرأة منذ ربع قرن حتى الآن على الأقل. وربما ضللتني بعض العناوين مثل (الوطن في العينين) لكني لم أجد فيه إلا قصة حب عادية ومفتعلة. وما أكثر ما أتساءل: هل تسجن المرأة نفسها من جديد في أقفاص الحب والشوق والخيانة والغدر بعد أن تحررت وسارت هذه الخطوات في التقدم الاجتماعي؟.. لكن هناك إنتاجاً آخر لنساء لم تتح لهن فرصة الظهور أو الانتشار ولهن مؤلفات عديدة سواء في الرواية أو الشعر أو القصة القصيرة والأبحاث الثقافية أيضاً. وأكاد اجزم بأن المرأة لم تسجل حضورها في النقد الأدبي رغم تناولها في الحلقات الضيقة والمجالس الأنثوية لما يصدر من أدب نسائي، ورغم حفلات التوقيع التي أصبحت ظاهرة ينتشر فيها هذا الإنتاج كما الفراشات في الهواء.‏