سلام الله يغشاكم أيها الأحبة ومساؤكم سعيد
مع اقتراب يوم ميلادي .. أقول : ( كل يوم وأنا بخير )
وبعد قرابة أربعين عاماً من العمل في أكثر من مجال
والاحتكاك والتعامل مع معظم شرائح المجتمع
تأملت حولي فماذا وجدت ؟
*
*
إذا كنت معطاءً تضحي من أجل الآخرين
يستمرئك الناس
حتى ليظنون أنك بلا مشاعر وأنه من الواجب عليك أن تعطي بلا حصر
وعليك لزاماً أن تستمر في العطاء حتى لو كلّ جسمك ونخَرَ عظمُك وانحنى ظهرك ..
ويقابلون كل هذا بالنسيان والإهمال وغض النظر عن حقوقك ..
بالمختصر عليك أن تعطي وأنت (ساكت )
غير مسموح لك أن تشير إلى مناقبك لا بتصريح ولا بتلميح
وإن ذكرتهم يوماً بحقوقك وبما تقدم اعتبروها ( تحميل جميل ) !!!
لا بل .. اعتبروها ثرثرة وأنانية
وقلة قليلة جداً من يعترفون بجهدك ..
وغيرك .. لا يقدمون ربع ما تعطي ولا نصف ما تبذل من جهد ..وهم أقل منك على كل صعيد
ومع ذلك يحظون بالاهتمام وينالون التكريم ويحظون بكل الترقيات
ولا تنفك تنهال عليهم المدائح من كل صوب
أليس هذا ما يحدث في مجتمعنا ؟!!
أعلم يقيناً أن من يعمل لوجه الله الكريم لا ينتظر شكراً من أحد
فالجزاء من الله يكفي ..
ولكنني أتساءل :
لماذا لا يُعطى كل ذي حق حقه الذي يستحق ؟!
متى نتوقف عن المجاملات والكذب ؟!
متى يُنصف المظلوم في كل المجالات ؟!
أنا لا أتحدث عن مجال معين ..
فكل ما قلته يحدث في كل المؤسسات بل وعلى كل المستويات وفي داخل الأسرة الواحدة يفرّق بين أخ وأخ ..
هل ما يحدث لهذه الفئة من الناس سببه أنهم لم يحسنوا التملق..
أم أنهم لا يستطيعون التلون والبرقشة بالألوان التي يرغبها المسؤول ؟
أم أن الفئة المهيمنة ودعوني أسميها ( الفئة الطاغية بدهاء ) كانت أقدر على استقطاب أهل القرار وأجادت اللعب على كل الأوتار ؟!
هل من الضروري أن تكون ملوناً لكي تصل ؟!
لماذا يقذف الصادق .. ويربت على كتف الكاذب ؟!
هل من رأي تشاركونني فيه هذه الملاحظة لأستعيد بعضاً من ثقة بمجتمعا ؟
ولكم كل المحبة والاحترام
تحية ... ناريمان الشريف