عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 10:57 PM
المشاركة 24
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



سونيت 44



لو أن هذي المادة المعتمة لبدني تَحَولَتْ فأصبحت فِكْراً


فهذا البعد الجارح بيننا لن يوقفني عن المسير


لأنني عندئذٍ، رغم المسافة، سوف آتيك


عبر الحدود البعيدة المترامية، إلى المكان الذي تقيم فيه


....


عندئذٍ لا يهمني المكان الذي تقف عليه قدمي


رغم أنه قد يكون أبعد مكان على الأرض منك


لأن الفكر الرشيق قادر على القفز عبر البحار والأراضي


حالما يفكر بالمكان الذي يود أن يكون فيه


....


لكن، واأسفاه، فالتفكير يقتلني لأنني لست فكراً


لأقفز عبر الأميال العديدة الشاسعة عندما تتركني وترحل


وحيث أني قد تشكلتُ من طين وماء


فلا بد أن أنتظر الفرصة التي يتيحها الزمن مصحوباً بأحزاني


....


إنني لا أتلقي شيئاً من هذه العناصر البطيئة الحركة


سوى الدموع الثقيلة، رمزاً لحزننا العميق




ترجمة: بدر توفيق




XLIV




If the dull substance of my flesh were thought


Injurious distance should not stop my way


For then despite of space I would be brought


From limits far remote, where thou dost stay


No matter then although my foot did stand


Upon the farthest earth remov'd from thee


For nimble thought can jump both sea and land


As soon as think the place where he would be


But, ah! thought kills me that I am not thought


To leap large lengths of miles when thou art gone


But that so much of earth and water wrought


I must attend time's leisure with my moan


Receiving nought by elements so slow


But heavy tears, badges of either's woe







سونيت 45



العنصران الآخران، الهواء الرقيق والنار النقية


كلاهما لديك حيثما أكون


الأول فكري، والثاني رغبتي


هذان المتحركان بيننا دائما في الحضور والغياب


....


فإذا ما تبدد هذان العنصران السريعا الحركة


في رحلة حب رقيقة إليك


فإن حياتي التي تتشكل من أربعة عناصر، إذ تصبح اثنين فقط


تهوى إلى قاع الموت، مُغْتَمةٌ بحزنها


....


حتى أستعيد تكوين حياتي الصحيح


بتلك الرسائل السريعة التي ترجع إليّ منك


لقد عادت الآن مرة ثانية، وقد تأكدتْ


من صحتك الجيدة، تقص لي أخبارها


....


تُفرحني هذه الأنباء عنك إذ أسمعها، لكن السرور لا يدور طويلاً


لأنني أبعثها ثانية إليك، وسرعان ما يكبر حزني




ترجمة: بدر توفيق




XLV




The other two, slight air, and purging fire


Are both with thee, wherever I abide


The first my thought, the other my desire


These present-absent with swift motion slide


For when these quicker elements are gone


In tender embassy of love to thee


My life, being made of four, with two alone


Sinks down to death, oppress'd with melancholy


Until life's composition be recured


By those swift messengers return'd from thee


Who even but now come back again, assured


Of thy fair health, recounting it to me


This told, I joy; but then no longer glad


I send them back again, and straight grow sad

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)