الموضوع: بيني و بينها -2-
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
4810
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
09-17-2010, 10:43 AM
المشاركة 1
09-17-2010, 10:43 AM
المشاركة 1
افتراضي بيني و بينها -2-
مشهد أول
نفس القاعة الفخمة و كراسيها الوثيرة.. قاعة انتظار في بنك كبير
سألها الموظف أن تنتظر قليلا ليس أكثر من عشر دقائق ريثما يتم سحب المبلغ
جلست على أحد الكراسي و هي تفكر في برنامجها الممتلئ بعد خروجها من البنك
بجوارها جلست سيدتان في العقد الثامن من العمر تقريبا تشي يهما الغضون الكثيرة على وجهيهما و ارتعاشة الصوت ...وجهان من الماضي يعبران بوابة الحاضر لكن ليس لهما مقعد في حافلة المستقبل
-يا لله سأكون يوما ما في نفس العمر... ستختفي الرشاقة و يذوي الجمال ليحل القبح و الضعف ضيفا ثقيلا يقاسمني شطر أيامي الأخيرة!!
سآتي هنا ربما لانتظر حوالة من ابني أو ابنتي و أجلس بخضوع و خنوع
بجوارها كانت تثرثران.. تضحكان بطريقة ودودة أشاعت جوا من المرح في جو القاعة
استلمتا مبلغا و كان هزيلا حقا ...جلستا ثانية لتحصيا النقود و السعادة تبدو واضحة على محياهما مما يعني أنهما انتظرتا هذا الفرج أو أي فرج يلوح من أي مكان طويلا ...من مكانهما وضعتا خطة في أوجه صرف المبلغ و احتياجاتهما
عندما همتا بالخروج قالت إحداهما لصاحبتها و ضحكتها تنير وجهها: خلينا هنا فالجو في الخارج حر جدا و هنا نستمتع ببرودة المكيف !!


مشهد آخر
سماء دمشق حبلى ...تعتصر مؤق الغيم آخر قطرة من نور الشمس تسلل بين دكنة الغيوم
أتى موكب إمبراطوري مهيب ...موكب المطر يسبقه هزيم الرعد و التماع البروق
انهالت عيون السماء أمطارا في شهر آب على غير العادة
عاصفة في خضم الحر غسلت أبنية دمشق و جسورها و طرقاتها
عليّ أن أعبر الشارع لأصل الرصيف الآخر حيث يقوم الفندق لكن المطر غزير جدا و ملابسي ابتلت بالكامل ...اخترت الصعود على ممر المشاة المعلق لأنه مغطى و هنا استطيع تفادي مزيدا من البلل ..
هناك وجدتها فتاة في العشرين ملتحفة بالسواد و تضع أمامها بضائع زهيدة الثمن ...تجلس تحت غطاء جسر المشاة عادة لتبيع ما لديها لكن الغطاء يسرب المياه من شقوق صغيرة
تحتضن بيدها وليدا لا يجاوز السنة الواحدة من العمر
و لا يزال المطر ينهمر!!


مشهد أخير
-أمل... تحضر لنا الشاي و القهوة و تنظف المكتب
لا تتذمر من طلباتنا مهما بلغت من التكرار و المشقة و مداعبات الموظفين جميعا الثقيلة غالبا
عندما تأتي لي بفنجان الشاي تقدمه لي ثم تخرج من طيات ثوبها مجلة ما :
أرجوك اقرأي لي هذا الموضوع فالصور جميلة جدا و أتمنى أن أعرف ما كتب هنا!!