الموضوع: همسة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
4

المشاهدات
6069
 
عبدالحكيم ياسين
فنان وأديـب ساخر سوري

اوسمتي


عبدالحكيم ياسين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
155

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Sep 2007

الاقامة

رقم العضوية
3999
11-27-2010, 10:03 AM
المشاركة 1
11-27-2010, 10:03 AM
المشاركة 1
افتراضي همسة
[url=http://www.0zz0.com]نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة[/url


الإنسان ..ذلك المخلوق العجيب ..
أعطي الحريّة فأساء استخدامها كثيراً..
وتخلّى عنها أكثر..
منح العقل ليحكم به نفسه ..فوضعه
في خدمتها..وانجرف في سيل غرائزه
ونزواته صوب الحيوانية .. وندم ولكنّه
لم يوظّف الندم لتطوير سلوكه بل استسلم
لسياط ازدراء ذاته وجلدها دون فائدة
وهي القادرة على الإصلاح القابلة للتعلّم..
تلتقيه في النورفتعتقد أنك تراه كما هو ..
و تصادفه في الظلام فلاترى مايكفي ..
وتظلّ رؤيتك له ناقصة ..
و تأمل في ألّا يكون الناس سواء ..و أن يكون بعضهم
نقياً كالماء ..سخياً كغيث يهطل من السماء ..
وليس كذئب غدّار..بأنياب وأظفار..
ولا كبهيمة تغلبها الغرائز وتفتنها اللذائذ ..
وإنّك لتراه في الغالب.. قادراً على
ارتداء الثوب المناسب.. لكلّ احتفال صاخب..
أو مأتم غير منتظر ..ساقته إليه يد القدر..
فإن سرت وحدك ورآك دون حماية..وكان لديك
مايوصله إلى غاية.. رغّبك أو رهّبك دون كلل..
حتى يظفر منك بما يريد أو يقطع الأمل ..
وأسوأ شيء يمكن أن يحتاجه منك هو أن يستخدمك كطعم لاصطياد
الآخرين فأنت تستسلم له وتقول له كلني هنيئاً مريئاً ولكنّه يضحك
ويقول بل أريد أن يأكلك هذا الحيوان الذي أقوم بتسمينه لآكله هو لاأنت..
..ولاتفوز أنت بشيء أكثر من أن تكتشف خيبتك ..ورحمة بالأخيار
وبمن يحبّ أن يكون منهم خاطبت السماء الجميع ورسمت الدرورب التي
تفضي إلى السلامة في العاجل والآجل ..ولكن الإنسان استخدم كل وسيلة
لتحريف خطابها عن مواضعه وتكاسل وتقاعس عن فعل مايجب وأطال
الأمل وقصّر في العمل وانتظر مالم يوعد به ولم يتعظ لابنفسه ولابغيره
وعلى قدر تجاوزاته كانت معاناته إلا في حالات نادرة ينزل فيها البلاء
فوق رأسه تدريباً له وتعليماً وإيقاظاً ..وتذكيراً بأنّ النعمة والنقمة كلاهما
بابان من أبواب تحصيل الثواب ..فإمّا شكر باليد وباللسان وإمّا صبر
من كلّ الألوان فإن أراد الآخرة وسعى لها سعيها جعل الدنيا جسراً
ولم يتخذها مستقراً ..وذلك هو الدرب الوحيد للفوز ..
وكلّ مسماريدقه في أخشاب دنياه لايصمد للصدأ ولاتصمد الأخشاب إن
صمد المسمار ..والمركب الذي يركبه يسير في نهر ينتهي إلى شلال
الموت الهادر الذي سيلقيه حيث يعلم فلا يكابرنّ ولايعاندنّ وليختر لنفسه
المقعد الذي يحبّ .. والدرجة التي يطيق بلوغها .. وليحذر
أن يخدع نفسه بتجاهل مايعلمه منها بالركض خلف مديح يناله من
مخلوق والخالق غير راض ..ولايكونن كأغفل الناس يبيع رضى الخالق
ليشتري رضى المخلوق .. وفي العبودية للخالق عزّ وفوز وفي العبودية
للمخلوق ذلّ وخسارة ..ومهما زعم الزاعمون ومهما ادّعى المدعون
فإنّ العقل هو الدليل لإدراك التفاصيل وتبيّن الملامح
وهو المصباح فإن لم يستخدم سار السائر في ظلام ..
ولايكفي وحده دائماً بل يحتاج معه إلى قلب يسكنه النور لرؤية مايعجز
العقل وحده عن رؤيته رؤية كليّة قد تخلو من التفاصيل
ولكنّها تهتف بوضوح: افعل ..أو لاتفعل ..

مدونة:http://abdyas.maktoobblog.com/