عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2021, 03:11 PM
المشاركة 232
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
المصدر
ديوان رماد الهشيم
رقم القصيدة (2)


دماء الخوف





أعيش الخوف أحلم بالأمانِ
بغاشية الزمان من الزمانِ


أعيشُ الخوفَ منذُ جريتُ دفقاً
وسوى الله من حمأٍ بناني


خرجتُ من الظلام وكان وحتماً
خروجي من دياجير المكانِ


وواجهت الضياء وزاد خوفي
يقيني أنني لابدَّ فانِ


لأُحشر للحساب وأيُّ حشرٍ
يطيشُ لهولِ مشهدِهِ جناني


* * *

أعيشُ الخوفَ حين السعد يبدو
ويرهقني التباعد والتداني


وتتركني المخاوف حين يصحو
جنوني في مسابقة الثواني


ويحسدني الجهول على جنوني
وسيري في الحياة بلا عِنانِ


ويحسب أنني مازلت غرَّاً
مع الستين أخسر في رهاني


فلا أنا من ذوي " المليار " مالاً
ولا أنا من قراصنة البيانِ


وجُلُّ الحاسدين عبيدُ مالٍ
تفانوا بالجواهر والجُّمانِ


وحسبي أنني بضياء شعري
غزوتُ الشمس بالغُررِ الحسانِ


دماءُ الخوف تصهل في عروقي
وتتركني أعاني ما أعاني


أُسابقها بطيءَ الخطوِ أعدو
فتسبقني وتنخرُ في كياني


وتُسلمني لمفرقٍ مريب
تلوح به سراباتُ الأماني


وأرجعُ والضباب يلفُّ عمري
لأوغل في سحابات الدُّخانِ


أُقطِّر من دموع اليأس حلمْاً
خريفيَّاً تُعتِّقُـــه دناني


وأزرع فيه كل شتات عمري
فتحصده نيوب الأفعوانِ


* * *

أعيش الخوفَ من أمواج وهمي
وجهلي للشواطئ والمواني


وتقذفني رياحٌ عاتيات
إلى جُزُرٍ يُشلُّ بها لساني


تُميتُ الشعر في قلبي وتُحيي
أحاديثَ الرياءِ بمهرجانِ


أعيش الخوف ينهشني ضميري
إذا أحكمتُ أقنعة الجبانِ


وجرَّبتُ الشجاعة دون رأيٍ
وحطَّم كلَّ سامقةٍ سناني


وحاولتُ العبورَ إلى مكانٍ
بلا صحوٍ يضيع به حناني


* * *

أعيش الخوفَ من نزواتِ نفسي
إذا جمحتْ و غادرني اتزاني

وخلَّفني أسيرَ هوايَ أمضي
على جُرُفِ المذَلَّةِ والهوانِ


فأبلغُ ذِلَّتي وألوكُ يأسي
وأُعرِضُ عن مغازلة الغواني


* * *

أعيشُ الخوفَ من ربِّي وأخشى
ظلام القبر يحطمُ عنفواني


وأخشى الفكر يهزمني جزوعاً
ومالي حين يهزمني يدانِ


ولم أعلم مقامي عند ربِّي
أفي نار الجحيم أم الجنانِ


ولولا أنَّ لي أملاً بعفو ٍ
لأزهقتُ الحياة بلا توانِ


ولكني عرفتُ حدود عقلي
وأنِّي في حدود العقلِ وانِ


فآثرتُ الرضى وتركتُ روحي
على الآمال تحلُمُ بالأماني


كذا الدنيا شقاءٌ مستمرٌ
وخوفٌ دائمٌ في كل آنِ


فسُحقاً للذي يرجو بقاءً
ويعلم أنَّه لابُدَّ فانِ




سأعيد القصيدة للواجهة