عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2013, 01:49 PM
المشاركة 24
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي
(12)
جلست بشئ من الاعتداد يتوجها لغرور وهى ترقب عامر الليثى بفضول وقد جلس قبالتها يتأملها بنفسالفضول..وهى تشعل سيجارتها وتعابث بدخانها الهواء..تشبه داليا ابنة عمها كثيرا ل

لكن لداليا وجه يوحى بالطمأنينة اما وجه ديان فيحمل بحر من الحزن
حيناً والتشتت حيناً اخر. اثارت تعاطفه وفى نفس الوقت قلقه.

اخرجه من افكاره دخول والده
فوقف ونظر للرجل الذى احنت السنوات كتفيه نظرة حانية..جلس فى هدوء علىمكتبه وهو يجمع شتات نفسه ..جزع عامر وهو يكتشف ان له نفس النظرة ذاتها تملكها ديان ..التى ما انفكت تنفث الدخان بوجهه

انتظر حتى انتهت من سيجارتها ..تكلم بهدوء وبصوت قوى عميق النبرات


هل لنا ان نعرف من انت..وكيف تقتحمين منزلنا
بكل هذه الصفاقة
اتسعت عينا ديان والتمعت بالدمع لوهلة ..فمعلوماتها القليلة عن احمد الليثى الذى يحمل صفة والدهاعبثا انه يكره اليهود وبشدة ..اما عامر فقد انتابته الحيرة الشديدة فى ذلكالتناقض بين

نظرة ابيه المتألمة وبها شئ من الشوق واللهفة وكلماته الحادة


بينما تمالكت ديان نفسها سريعا
..

سيد احمد ..اذا وجدت انى اشكل تهديدا ما او انى اقتحمت منزلك فالحل الامثل .... ومدت يدها بهاتفها الخلوى
الحل الامثل ان تتصل بالشرطة

نظر ليدها الممدودة وهو يعاود نفس سؤاله ..من انت

ضحكت ديان بصفاقة تقابلنا منذ عشرة سنوات ولم تتوقف حتى تسال من أنا
اطمئن سيد احمد فلم اختصرثمانى وعشرون عاماً لابحث عن عائلة تعادل الصفر بالنسبة لىاو عن اب لايريدنى ولم أتى للمساومة على شيئاً ما
..فلنقل انه الفضول ونهضت وهى تقول فى استهانة وقد رويت فضولى
ضاقت عينا احمد الليثى وهو يراقب طريقتها المسرحية والقلق البادئ على وجه عامر ابنه
قال وغصة تخترق حلقه وتخنقه
طالما رويت فضولك..فنقل انهاالزيارة الاخيرة وان لم تكن زيارة بالمعنى المفهوم ثم ادار ظهر كرسيه وهويقول اقتحام بيوت الناس فى منتصف الليل ليست زيارة ابدا
هتف عامر
بابا وهو ينظر لوجه ديان الممتقع ..لم يكن يتوقع ابدا هذه القسوة ابداً من ابيه..ولم يفهمها
اندفعت ديان تغادر بخطواتواسعة وقد رأت فى طريقها بندى التى وقفتوحيدة بعد انصراف الحضور ممتقعهالوجه فازاحتها بعنف واكملت طريقة

هز عامر كتفيه فى دهشة
بابا ..لماذا فعلت هذا..انت تعرف من هى!!!
استدار له احمد الليثى ووجهكله دموع..اخبرتك قبلا عنها لانى خشيت انى تأتى يوما وانا متوفى ..بحثتعنها سنوات فى كل انحاء امريكا سنوات وسنوات وانا لا ادرى بمصيرها ..حتىاتت هنا منذ عشر سنوات..لم اصدق يومها عيينى ولكنهارحلت ..شيئاً منعنى اناناديها ..انسها يا عامر هى لا تكن لنا اى عاطفة
تنهد عامر لا يحق لك الحكم عليها بهذه الطريقة .لا يحق لك.
هب احمد الليثى محذراً ابنه وقد وقفت ندى باكية على باب المكتب وعامر يسرع فى الخروج اشرح لها لعلها تفهمك افضل منى

جلست ديان على رصيف الفيلاتبكى ..لم تشعر بالبرد بل ارتجفت من الكراهية التى غلفت كلمات الليثى ..نفسالكراهية التى جعلته يقلب حياته رأساً على عقب يوماً..حرقتها الدموع كماحرقتها ندى المبتهجة بالحياة كما حرقتها ويندىالمدللة قبلا والاكثرايلاما انها فشلت نعم فشلت..ستعود لارض الوطن ..لشقتها الخاوية فى تل ابيب..لصورة خالد العابثة وضحكته الحنون..كم اشتقت اليك يا خالد ..كم اشتقتاليك
فى غمرة حزنها وجدت يدا تمتد اليها بمنيل ورقى .. ارتعشت فى البداية ولم تكد ترى وجه عامر الليثى حتى دب شيئاً من الامل بداخلها
#####
تاففت بشكل واضح وهى تنظرلساعة معصمها تنتظر الدخول لمقابلة جنرال حاييم موشيه ..مرت ساعة ونصف وهىتنتظر..غممت فى سخرية حينما كنت اتيك بالمعلومات لم اكد اجلس من اساسهموشيه
ا قادتها الظابطة المنوطة بخدمة السكرتارية ..نفث حاييم موفاز السيجار وهو يهتف بطريقة مسرحية
مرحى ليلى العزيزة ..مضى زمن طويل منذ رأيتك
غممت ليلى وهى تجلس فى كرسيها متجاهلة يده
حينما اتيت لك منذ سنوات لتعيين خالد
اومأ براسه متفهما وهو يقول
وكيف خالد الان
حدقت له ليلى وهى تقول بغضب
موشيه انت تعرف بالتأكيد اين خالد وماذا تفعلون به
ضحك حاييم وهو يقول اشتقت لكلمة موشيه منك ليلى الحبيبة
تجاهلت ليلى نظراته الساخرة وهى تقول
خدمت اسرائيل سنوات عمرى ..فهل يكون جزائى الا اعرف حتى مصير ابنى
قاطعها حاييم ليلى صدقينى يا عزيزتى لو عرفت اى شئ عن خالد لاخبرتك على الفور
هتفت بعنف
موشية اسمعنى جيدا..لدينا ابنة ..ولابنتك سجل اجرامى من الهروب من الجيش والعمل كفتاة ليل وقبلها فضيحةاغتصاب هزت اركان الكيبوتس..انت مرشح فى انتخابات الليكود القادمة
اتسعت عينى حاييم
وهى تكمل لست مصدرى الوحيد عزيزى موشية
انجابك ابنة من عربية وتركها فى الشارع أمر يضر كثيرا بسمعتك
صفق لها موشيه بيده
وهل لايضرك انت ليلى
قاطعته..انا انتهيت من زمن
اسمها يائيل هركابى واعتقد انك تعرفها جيدا..قليل من المال سيحركها عزيزى
ضحك حاييم ..ماذا ان قتلتها
ضحكت ليلى بدورها قلبى لا يتحرك كأم الا من اجل خالد عزيزى
عقد موشيه حاجبية فى غضب وليلى تكمل:-
لا ابغى سوى قليل من التعاون جنرال حاييم .اود رؤية ابنى وهذا ليس بكثير عليك