الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2019, 05:43 PM
المشاركة 2330
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مليون رد - كشكول منابر
قال تعالى : ﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾ [ الحج : 15 ]
هذه الآية تصف حال نفر من المنافقين امتلأت قلوبهم غيظا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن علوه ونصره ، فقال الله لهم : إن الله ناصر رسوله في الدنيا والأخرة ؛ فمن كان يظن من حاسديه وأعاديه أن الله لن يفعل ويغيظه أن يظفر نبينا بموعود الله له ؛ فليستقص وسعه وليستفرغ جهده في إزالة ما في قلبه من غيظ بأن يفعل أقصى ما يستطيع فعله ، ولو كان ذلك أن يفعل من بلغ منه الغيط كل مبلغ حتى مدَّ حبلا إلى سماء بيته فشنق به نفسه ، فإنه وإن فعل ذلك فلينظر هل يشفي ذلك ما يجد في صدره من غيظ ، كلا والله فلن يذهب غيظه ولن يزول مرضه إلا أن يشاء الله ، فالله وحده هو شافي الصدور ورافع وحر القلوب.
والمعنى :
* إذا كنت تعاني الكآبة والحزن واليأس والجزع ، فهل تملك قوى الأرض جميعا أن تغيِّر من ذلك مثقال ذرة؟!
* إذا حيزت لك الدنيا بحذافيرها وصارت تحت أقدامك ؛ لكن امتلأ قلبك كمدا وغما فهل تهنأ من دنياك بشيء؟!
* إذا غرق قلب في الشك والشبهات والزيغ والرِّيَب ؛ فهل يملك نزع ذلك المرض من صدرك أحد من أهل الدنيا ما لم يشأ ربك؟!
* إذا رأيت نعيم الدنيا مقبلا على غيرك ومُعرِضا عنك ، فممدت عينيك حسدا ولسانك حقدا وقلبك غلا ، فهل يملك تطهيرك مما أنت فيه أحد غير الله؟!
* إذا أحب قلبك شهوة وأُشرِبها ومال إلى خطيئة وعشقها ، فهل يملك أن يعدل قلبك المنكوس ويحيي فطرتك السليمة أحد سوى خالقه؟!
* إذا كره قلبك طاعة واستثقلها وملَّ المداومة عليها حتى كاد أن ينقطع ، فهل يملك أحد أن يحبِّبك فيها ويدنيك منها سوى الذي حبب إلينا الإيمان وزيَّنه في قلوبنا؟!
هذا ما أدركه مطرف بن عبد الله [ ت : 95 ] حين انخلع من رؤية عمله واعترف بقمة عجزه وغاية ضعفه وردَّ الفضل كل الفضل إلى الله وحده حين قال : " لو أُخرِج قلبي فجُعِل في يدي هذه في اليسار ، وجيء بالخير فجُعِل في هذه اليمنى ، ثم قُرِّبت من الأخرى ما استطعت أن أولج في قلبي شيئا حتى يكون الله عز وجل يضعه " .