عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2023, 01:55 PM
المشاركة 7
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: تعقيبات على كتب العروض
قال أبو العباس المبرد في "القوافي وما اشتقت ألقابها منه": (فأما الألف فإنها لا تكون رويّاً في شعر مطلق إلا موصولة؛ لأن حروف الوصل لا بدّ من أن تكون متصلة بالروي، والألف ساكنة، والساكن لا يتصل به شيء مما ذكرنا). [ص: ٧]

قلتُ:
(١) يصح استخدام الألف الأصلية _ التي من بنية الكلمة_ رويا، ومن ذلك القصيدة التي يقال لها المقصورة، وهي كل قصيدة تنتهي بألف مقصورة.
ومن أشهر تلك القصائد مقصورة ابن دريد. جاء في مطلعها:
يـا ظَبيَـةً أَشبَـه شَـيءٍ بِالمَهـا = تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجـارِ النَّقـا
إِمّا تَـرَي رَأسِـيَ حاكـي لَونُـهُ = طُرَّةَ صُبحٍ تَحـتَ أَذيـالِ الدُجـى

ومن المعاصرين عبدالرحيم محمود، في ألفيته المشهورة، ومنها:
سأحمل روحي على راحتي = وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق = وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفسُ الشريف لها غايتان = ورود المنايا ونيلُ المنى
يلذّ لأذني سماع الصليل = ويبهجُ نفسي مسيل الدما
وجسمٌ تجدّل في الصحصحان = تناوشُهُ جارحاتُ الفلا
كسا دمه الأرض بالأرجوان = وأثقل بالعطر ريح الصّبا

وتسميتها بالمقصورة فيه اشتراط أن تكون الألف مقصورة في الروي، وهذا الشرط عندي مثل رفض المبرد مجيئها رويا.

(٢) وأما حجته في قوله: (والألف ساكنة، والساكن لا يتصل به شيء مما ذكرنا)
فالجواب عنها أن الألف وإن كانت ساكنة أصالة، فهذا لا يمنع ورودها رويّا، لأن حرف الهجاء من غير الألف في الروي المقيد: ساكن، ولا يتصل به شيء وليس له مجرى. فهو والألف في الروي سواء.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا