عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2022, 03:17 AM
المشاركة 26
فيصل أحمد الجعمي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: يَسْقِيكِ دِجْلَةُ مِنْ كَفَّيْهِ إصرَارا
يَسْقِيكِ دِجْلَةُ مِنْ كَفَّيْهِ إصرَارا


هلْ شيَّعوا الشمسَ في الحَدْباءِ فانْهارَا**صَرْحُ النَّهارِ لِيَبقى الليلُ دَوَّارَا؟

أُمُّ الرَّبيعينِ؛ تُهْدِي الزَّهرَ أَجْمَلَهُ**مَوجُ الفُراتَيْنِ يَسْبي النُّورَ أقمَــــــــارَا

عَيْسَاءَ كانتْ وكان الشَّهدُ مَورِدَها**فأُجْرِيَ المُرُّ بَعدَ الشَّهدِ أنهارَا

وِشَايةً دَبَّجَ الواشونَ فامْتلأتْ**أسماعُ مَنْ حَقدوا والحِلْمُ قد غارَا

مَنْ يُوثِقُ النَّارَ، فَالأحزابُ تُطْلِقُها**لَمْ تُبْقِ مِنْ عَدَنَ الخَضْرَاءِ آثارَا

دَقُّوا مَسامِيرَهُم في الرَّبْعِ وَانتَهَجوا**نَهْجًا أَقَرَّ جُحَا يُبقي لهُ الدَّارَا

هَذي قوافِلُهُمْ في الغَيِّ سَادِرةٌ**أيْنَ العَـــــــدالَةُ إذْ يَحمُونَ جَوَّارَا؟

مِن كلِّ فَجٍّ أَتَوا واسْتُنْفِرَتْ هِمَمٌ**على الطريقِ انبَرَى التَّعتيمُ أسْوارَا

مِنْ زَيتِنا أشْعلوا النِّيرانَ مِنْ زَمَنٍ**والنَّفخُ في كِيرِها ما عادَ إسْرارَا

وقاسَموا الرُّوسَ في قَزْوينَ كَعكتَنا**على جَماجِمِنا .. ذا نَخبُهُم دَارَا

غَدَتْ سِجالًا حُروبُ الحقِّ وامْتُشِقَتْ**سُيوفُهـا والقَنــا؛ أَثْلَثْنَ إصْرارَا

فَلُّوجةُ العزمِ لمْ تهْدأْ وما انْتَبَذَتْ**أقصَى الأقاصي تَلوكُ اليأسَ إقرارَا

فَتارةً يُسرِجُ الفُرسانُ خَيْلَهمو**وتارةً يَخطِمونَ العَزمَ لَو ثارَا

سَنُّوا صَوَارِمَهُمْ.. إذْ عَلَّقوا حُمُرًا**فَوقَ الجُسورِ فكانَ الرُّعبُ مِدْرارَا

***
يا مُوصِلَ المَجْدِ؛ والأحرارُ ما رَكَعُوا**إلّا لِبارئِهِم.. واسْتلْهمُوا الثَّارَا

ضُمِّي أيَا قُبَّةَ الإسلامِ أَجْنِحةً**واحمِي المآذِنَ يَدْنُ الفَجْرُ أنْوَارَا

لَمْ نَنْسَ في نِيْنَوَى التوحيدِ قِصَّتَها**في ظلِّ يقطينةٍ؛ ذُو النُّونِ ما حارَا

هُبِّي أيا نِينَوَى؛ يَبغونَها عِوَجًا**دَقُّوا خِيامَكِ؛ هَلْ أُنْسِيتِ أنْبارَا؟

حتَّى وإنْ زَمَّرَ الحاوِيْ وَجَمَّعَها**سُمُّ الثَّعابينِ باقٍ في الدِّما مَارَا

هذي المَحارِقُ لَنْ تُطفَا جَريمتُها**حتّى وإنْ أنكرَ الرُّومانُ إنكارَا

هُمْ يُنكِرونَ وقد فاضَتْ جِعابُهمو**بِأَسْهُمٍ تَمنحُ الباغِينَ أوْزارَا

أَخْفَوا خَناجِرَهُم.. والغَدْرُ ساتِرُهُمْ**مِنْ أَلْفِ خَلْفٍ أُتِينا.. أَمْنُنَا طارَا

أُخْتَ الرَّمادي عُيونُ الحِكمةِ التَمَعَتْ**إنْ تَشْرُدِ الشَّاةُ تَلْقَ الحَتْفَ بَتَّارَا

هلْ يَفْتِقُ الدَّهرُ لِلمَكلومِ ذاكِـــــــــــــرةً**إنْ دَمَّرَتْ زُمَرُ الفُجَّــــــــارِ أمْصارَا؟

جُرحُ العِراقِ سيبقى ساهِرًا أبَدًا**حتى تعودَ رِياحُ الثأرِ إعصارَا

20/10/2016

المُوصِل: عاصمة مُحافظة نينَوَى
وتُسمّى: الحَدْباء والخضراء والزهراء وبنت الفُراتَينِ وأمّ الربيعين وقُبة الإسلام وباب العِراق
أحرقَتْها أمريكا بالفسفورِ الأبيض بدعوى التخلّصِ من مُحتلّيها الدواعش(مسمار جُحا) في الشام والعراق

سُيوفُها والقَنا: أَثْلَثْنَ إصْرارا... أيْ: تَخَذْنَ من الإصرارِ ثالثَهنّ


نُشِرت في مجلة (المرايا) العراقية بنُسختيها الإلكترونيةِ والورقية .. العدد(21) حزيران 2020
تصدُر عن تجمُّع مَرايا الأدبيّ

وقفت أمام هذه القصيدة ، وقوف المتأمل في أعماق معانيها ، وقوة بلاغتها ، قصيدة تنزف دموعَ الحسرة على الوطن الذي عبثت به الأعداء ، أعداء الأمة ، ومن مكنوا لهم من أبناء جلدتها ؛ تحت دواعي ومبررات ، ما أنزل الله بها من سلطان ، شاعرية ينزف قلمها صارخا يدوي صداه في الأرجاء ، مبينا ومناصرا لقضايا أمته ، واعيا لمصابها ؛ متحدثا بلسان حالها ، موثقا لأحداثها ، وهكذا ينبغي أن يكون الشعراء ، بل هكذا كانوا على مختلف عصور التأريخ ، قرأت شعرا بليغا يسمو ويعلو بلاغة ، لا تكاد تفهم أو تدرك أبعاد المعاني والدلالات من أول قراءة ، بل تحتاج إلى تأن وروية وتكرار ..

على سبيل المثال :

هلْ شيَّعوا الشمسَ في الحَدْباءِ فانْهارَا
صَرْحُ النَّهارِ لِيَبقى الليلُ دَوَّارَا؟

أُمُّ الرَّبيعينِ؛ تُهْدِي الزَّهرَ أَجْمَلَهُ
مَوجُ الفُراتَيْنِ يَسْبي النُّورَ أقمَــــــــارَا

عَيْسَاءَ كانتْ وكان الشَّهدُ مَورِدَها
فأُجْرِيَ المُرُّ بَعدَ الشَّهدِ أنهارَا

وِشَايةً دَبَّجَ الواشونَ فامْتلأتْ
أسماعُ مَنْ حَقدوا والحِلْمُ قد غارَا
""""""""""""""""""""""""""""""""
لك الله يا عراق الحضارة والأصالة والتأريخ ، لك الله يا منارة الحدباء ويا مدينة الموصل ، وحق للشاعرة أن تعبر عن مشاعرها ، تجاه مآسي العراق ، وما تعرض له من عدوان غاشم ، وحرب شعواء ، ليس إلا انتقاما وثأرا وحقدا على وطن الحضارة والشموخ العربي الأصيل ، إنه العراق عراق المجد والسؤدد عراق الحضارة والازدهار ، عراق الأصالة والتأريخ العربي المشرق المشرف ، عراق القوة والوحدة والتماسك ، الذي لقن أعداء الأمة دروسا خالدة ؛ وشتان بين الماضي والحاضر ، فما وصلنا له اليوم ، وما أضحى عليه حالنا من تمزق وتشرذم وانهيار ، هو نتيجة حتمية لما صنعه الأعداء بحق الأوطان ، وما أرادوا لها أن تكون ..

"""""""""""""""""""""""""""""
مَنْ يُوثِقُ النَّارَ، فَالأحزابُ تُطْلِقُها
لَمْ تُبْقِ مِنْ عَدَنَ الخَضْرَاءِ آثارَا

دَقُّوا مَسامِيرَهُم في الرَّبْعِ وَانتَهَجوا
نَهْجًا أَقَرَّ جُحَا يُبقي لهُ الدَّارَا

هَذي قوافِلُهُمْ في الغَيِّ سَادِرةٌ
أيْنَ العَـــــــدالَةُ إذْ يَحمُونَ جَوَّارَا؟

مِن كلِّ فَجٍّ أَتَوا واسْتُنْفِرَتْ هِمَمٌ
على الطريقِ انبَرَى التَّعتيمُ أسْوارَا

مِنْ زَيتِنا أشْعلوا النِّيرانَ مِنْ زَمَنٍ
والنَّفخُ في كِيرِها ما عادَ إسْرارَا
"""""""""""""""""""""""""""""""
ذلك هو ما كان وما يكون الآن وربما ما سيكون غدا ، إن لم تستيقظ الأمة وتصحو من سباتها العميق وتعمل على لم الشمل وتوحيد الصفوف ، لتنأى بنفسها وتأريخها عن مستنقع السقوط بيد أعدائها الحاقدين عليها.
"""""""""'""""""""""""""""""""
فَلُّوجةُ العزمِ لمْ تهْدأْ وما انْتَبَذَتْ
أقصَى الأقاصي تَلوكُ اليأسَ إقرارَا

فَتارةً يُسرِجُ الفُرسانُ خَيْلَهمو
وتارةً يَخطِمونَ العَزمَ لَو ثارَا

يا مُوصِلَ المَجْدِ؛ والأحرارُ ما رَكَعُوا
إلّا لِبارئِهِم.. واسْتلْهمُوا الثَّارَا

ضُمِّي أيَا قُبَّةَ الإسلامِ أَجْنِحةً
واحمِي المآذِنَ يَدْنُ الفَجْرُ أنْوَارَا
"""'"""""""""""""""""""""""""""""
إنه النداء لأم الربيعين لموصل المجد وتأريخها العريق ، المشرقة صفحاته عبر التأريخ ، لتبقى خالدة على مر الأزمان ، إنه التذكير وإنها لذكريات لها في القلوب حضور ، وفي الأفئدة شجن ، نهتز لها شوقا ، ونفتخر بها عظمة ، يوم أن كان للعرب الصولة والجولة في كل ميادين العزة والشرف .............


هلْ يَفْتِقُ الدَّهرُ لِلمَكلومِ ذاكِـــــــــــــرةً
إنْ دَمَّرَتْ زُمَرُ الفُجَّــــــــارِ أمْصارَا؟

جُرحُ العِراقِ سيبقى ساهِرًا أبَدًا
حتى تعودَ رِياحُ الثأرِ إعصارَا

""""""""''""""""""""""""""""""""""""
خالص تحيتي والتقدير ، لك شاعرتنا الفاضلة ، ثريا نبوي وقد سخرت موهبتك وشاعريتك الفذة للدفاع عن الأمة ومناصرة قضاياها ، شعرا ونثرا ، حفظك الله تعالى وبارك فيك وبك ، وسدد على طريق الخير خطى الجميع ،،،