عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2017, 02:13 PM
المشاركة 2423
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
كنت منذ لحظات اشاهد برنامج حول روايات الأديب السوداني عبدالعزيز بركة ساكن ووجدت ان ما قيل عنهةفي البرنامج من حيث محاربة الرقيب له ولاعماله يؤشر الى يتم بالضرورة يعطي قيمة عالية لمخرجات عقل هذا الأديب قد يجدها البعض تهديد لهم وللسائد والمالؤف وبحثت عنه وعن سيرة حياته فوجدت هذه المقابلة معه والذي يشير فيها الى يتمه في الطفوله المبكرة. وكما قالوا اذا عرف السبب بطل العجب
.

عبدالعزيز بركة ساكن يتيم الاب في الطفولة المبكرة
الروائي السوداني

عن طفولته: طفولة غنية بالفقر والجمال..
Submitted by webmaster on 12/22/2015 آراء وأفكار

آن الصافي*
*
هذا الروائي الذي نحت اسمه بمسيرة إبداعه مميزة ووقفات إنسانية نبيلة. كتب الرواية والقصة القصيرة والشعر والمسرحية والمقال. واضعاً بصمة تجاربه في نصوصه وأفكاره وفي تعامله مع من حوله.*

لدى زيارة عبدالعزيز بركة ساكن الى مدينة أبوظبي في مايو 2013 تم بيننا *الحوار العفوي التالي ، ولغير غرض النشر، وقد وجدت الحوار *ببساطته وروعته يستحق النشر بعد استئذانه، *ليلقي ضوءاً على مرحلة زمنية *مهمة لخصوبتها وتميزها والتي بلا شك أثرت في مسيرته الإبداعية.*

في مقهى على شاطئ مدينة أبوظبي جلس متأملاً سطح البحر ولون الرمال بينهما. اختلست من الوقت برهة ووجهت له بعض الأسئلة، وبكل حيوية اتتني أجوبته:
*
* أستاذ عبدالعزيز ماذا تحمل من ذكريات الطفولة الأولى؟
استدار واضعاً نظارته الشمسية على الطاولة بيننا وأجاب :**أيام الدراسة الابتدائية بخشم القربة، كنت
كتلميذ يتيم الأب وفقير، استمتع بمعطيات الحياة كما هي ترافقني دوماً ابتسامة والدتي ودعواتها الطيبة مدندنة في قلبي شدو الأمل.
ابتسامته اتسعت وهو يكمل ناظراً إلي "أمي هي التي رعت واشرفت وقامت بتربيتي وارشدتني الى سبل الحياة وعلمتني كيف استثمر الفقر في تلك السنوات المبكرة بخشم القربة".*
وتابع حديثه رافعاً حاجبيه ورافعاً ذراعه اليمنى بمحاذاة كتفه االيمنى مشيراً نحو البحرمكملاً حديثه بنبرة جادة "ومن ناحية أخرى كان علي أن أعمل خلال العطل المدرسية مع الخياطين: جمعة واليليا وجون تابان".*
تجربة مميزة حقاً!
واصل مبتسماً وملتفتاً للبحر على يمينه وكأنه يخاطبه: *(في مرحلة لاحقة، في الثانوية عملت *كبناء، مع البناء *العظيم: عم الدود وتعلمت منه هذه الحرفة وفنها. كما اشتغلت بين هذا وذلك في المزارع بخشم القربة. وهي الحواشات بالمشروع الزراعي حينها،حيث عملت مع بعض الأطفال ناثراً للأسمدة الكيماوية).
ليس هذا فحسب، بل كما أردف: (عملت لفترة بسيطة في خشم القربة وأنا بالثانوي،عاملاً في عربة شفط المراحيض).*
صمت قليلاً وواصل حديثه: (ومن ثم عدت للبناء بعد التخرج من الثانوية).
*
سألته: متى كنت تعمل تحديداً؟
أجاب وهو يضع كوب الماء فارغاً أمامه: *(عملت أيام الدراسة خلال الاجازات فقط بنظام يوم العمل الكامل).
*
جيد، كم كان العائد المادي حينها و فيم كان انفاقك ؟*
أجاب هازاً رأسه كمن يؤكد معلومة: (أجري من العمل في المزارع 8 ريال في اليوم....والأهم كنت انفق النقود في شراء الكتب).
صمت قليلاً وأضاف مستدركاً: (عمل آخر قمت به في تلك المرحلة من حياتي، كنت أصنع عربات للأطفال وأبيعها. أصنعها من الصفيح والعلب الفارغة والخشب).
التفت إلي ووجهه يتسم بالجدية مضيفاً: (عدت للبناء بعد التخرج، ذلك عندما طُردت للصالح العام وكنت معلماً للغة الانجليزية).
تبسم مردفاً ببساطته المعهودة: (كانت طفولة غنية بالفقر والجمال).
*
أستاذي لطالما سمعتك تقول بأن أفضل مكان للكتابة لديك هو في الغابات والأماكن المنعزلة بمعنى آخر في صدر الطبيعة، لم؟..
أجاب كمن وجد ضالته: حيث نهر سيتيت *الطبيعة الخلابة والهدوء المقدس.النهر الذى كانت على شاطئيه طفولتي وتكونت فيه ذاكرة الاولى. *وكان مصدر الطمأنينة ومصدر الخوف في *الوقت ذاته كان مكان اللعب والمرح ومكان الموت أيضا حيث اختفى في أعماقه الكثير من أصدقاء الطفولة وانتظرناهم طويلا ولم يعودوا.
حين سألته عن أول أعماله الإبداعية قال: (رواية تحت النهر، أول نص كتبته اسميته "تحت النهر")*
تابع كمن يرى شريطاً *سينمائياً يعرض مشاهد متتالية على صفحة البحرأمامه: (أذكر اخذني الأستاذ لكل فصول المدرسة وقرأته للطلاب. كان عبارة عن كراسة من 24 صفحة).
*
سألته: أكانت قصة؟
أجاب: (لا يا بنية ! كانت رواية !)
*
سألته : عن ماذا تحدثت في هذه الرواية؟ وكم كان عمرك حينها؟.
بنصف ضحكة والتماع الذكرى الطيبة في عينيه: (عن طفل حملته جنية الى تحت النهر، وهنالك لقي أهلها الشياطين..ولكنهم في النهاية طردوه).*
أكمل بصوت مفعم بالمرح : (طردوه لأنه كان أشيطن منهم! ههههه. آه عمري حينها كان حوالي 14 سنة أو أقل).
غادر الأديب بركة ساكن إلى الخرطوم بعدها، *وبقيت ذكرياته الطيبة طازجة في ذاكرتي. دونتها وعدت إليها اليوم لأقوم بنشرها فوراً وهو الآن في غربته بالنمسا أهديه وولديه السلام وأطيب الأمنيات بمناسبة العام الجديد.
*
أبوظبي -*20 ديسمبر 2015
*
*
* أديبة من السودان مقيمة في الإمارات.
*