عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-2010, 02:53 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
واصلت مسيري
مررت بغابة كثيفة موحشة إذ جن عليها الليل و رأيت كوخا للمارين و العابرين ...كان هناك كاتب قد هرب إليه ليتأمل و يفكر ويصل إلى كنه الاشياء و مبتدأها و ليدرك نهايتها أيضا...ولما كان عواء الذئاب يمزق صمت الليل زارعا في قلبي الخوف دعاني لأمكث حتى الصباح هنا في كوخه المتواضع
حكى لي عن حياته في المدينة و كيف أصبحت جحيما من الرفاهية فهرب بجلده إلى هذه الغابة ليبني بيته مما جادت به الأشجار و الأرض ومما تعلمه من خبرات سابقة
حكى لي عن التائهين في الغابة و كيف كان كوخه كالفنار البحري يضيء الدرب للسالكين
أخبرني عن عشاق يهربون إلى غياهب الغابة خوفا من أعين الرقباء
حدثني عن أنين الاشجار تحت وطأة الثلج البارد في الشتاء
و عن ألم الشوق يعتريها لرؤية العصافير و السناجب و الارانب و العنادل و ... حتى البوم
حدثني عن الريح الوحشية تصفر في ليالي الثلج مشكلة لحنا وثنيا مرعبا
خبت نار الموقد و خبت كل قدرة على الحديث أوالرغبة به
بمرفقي اتكأت على حافة الطاولة و انتظرت الصباح حيث خرجت من الكوخ مودعة الاديب المفكر لأتوغل في مجاهل الغابة
فلربما كان وراءها أفق آخر..

مشيت خطاي هذه مع هنري ثورو في روايته الشهيرة والدن