عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-2010, 02:51 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مشيت طويلا و لكني لم أدرك الزمن
لا أتذكر من مسيري سوى شتاء طويل،برد قارس،صحراء قاحلة لا زرع فيها و لا ضرع.
ربما مررت بخيام بشر تشبه خيام القوقاز أو التتر أو الغجر ....لست أدري
أشعلوا نارا و نصبوا عليها سماور للشاي ..دعوني لأشرب معهم و أصطلي بدفء نارهم.
كان الليل بهيما موحشا و قطعناه بالأحاديث و القصص ،كانوا بشرا من النوع الودود،
و لأنهم فقراء فقد كانت الفضيلة هي ثروتهم الوحيدة التي يتغنون بها و تدور حولها أحاديثهم
و عندما بدأت أعينهم بالتثاقل و رؤوسهم بالتطوح بفعل النعاس ،و خبت نار المصطلى ،
صار الحديث بين بقية الساهرين ذا نكهة خاصة كفاكهة لذيذة المذاق .
للسهر طعم جميل يحلو بقصص الحب و مرارات العشاق..للشاي في السماور السهران طعم معتق .
و بينما نحن نلتف ببطانيات سمكية و نجلس حول الموقد و نراقب نجوم السماء و المذنبات المسافرة بين الكواكب تنقل الأخبار و الأسرار داهمنا الفجر على حين غرة.
استسلمنا لنوم قليل و حين حان الشروق استيقظنا،تناولنا الفطور و تهيأنا للسفر،غادرتهم ومشيت .
في هذه الصحراء ،رافقت فرسانا على جياد مطهمة و جمال ،رافقتهم لأزيح بعضا من وحشة الطريق و خوفا من قطاع الطرق وجوابي الآفاق.
هذه رحلتي مع رواية
و لهذه الأماكن سافرت
أتعرفون أين؟
سافرت مع
مكسيم جوركي في مجموعته مولد إنسان