تعودنا في مجتمعاتنا العربية على الاعتناء بأصحاب الاحتياجات الخاصة الذين اصطلحنا على تسميتهم بـ أبطال الحياة و هذا شيء جميل في حد ذاته و لكن بالمقابل علينا أن نلتفت لفئة المتفوقين عقليا الذين يملكون قدرات عالية من التفكير و هؤلاء يستطيعون إفادة أمتهم بشكل أكبر لأن طريقة تحليلهم للأمور مختلفة و يأتون بحلول مبتكرة للمشاكل و يملكون أيضا خاصية القيادة الجيدة لأقرانهم المساوين لهم في العمر .
في الدول المتقدمة يخصص لهؤلاء مناهج تعليمية خاصة و يجتازون المراحل التي يقطعها الطلاب العاديين بسرعة و بالتالي يكون لديهم طلاب في الجامعة لم يتجاوزوا الرابعة عشر .و للأسف في عالمنا العربي لم نلتفت إليهم لحد الآن و ما يزالون يتلقون نفس المناهج التي يتلقاها جيدو الذكاء و حتى متوسطي الذكاء و هذا ظلم لهم لأنهم يشعرون بالملل و التعب و اختفاء الحافز و الدافع للابتكار و الإبداع و بالتالي نفقد مواهبهم التي هي أمانة في أعناقنا نستفيد منها لخير الأمة و نهضتها .
كيف نعرف من هم المتفوقون عقليا ؟
أولا هم الحاصلون على مقدار ذكاء مرتفع و فقا لاختبارات الذكاء التي يجريها متخصصون في هذا العلم .
يعتمد هؤلاء الأخصائيين على الأسرة بشكل كبير لأن الأم هي أول من يلمح نبوغ ابنها إذا كانت متعلمة وواعية لدورها في التربية .
يلخص Witty الخصائص العقلية للمتفوقين كالتالي:
1-ازدياد حصيلتهم اللغوية في سن مبكرة .
2-ازدياد قدرتهم على استخدام الجملة التامة في سن مبكرة عندما يعبرون عن أفكارهم ،كما يتميز الصغار منهم بالقدرة على تكوين القصص الطويلة و الاستمتاع بسماعها.
3-الدقة في الملاحظة ،و استيعاب ما يلاحظه الطفل منهم و قدرته على تذكر ما يلاحظه و استيعابه.
4-الشغف بالكتب في سن مبكرة .
5-القدرة على تركيز الانتباه لمدة أطول مما يستطيعه الأطفال العاديين عندما يقومون بنشاط ما.
6-القدرة على إدراك العلاقات السببية cause-effect relationship في سن مبكرة .
7-القدرة على تعلم القراءة في سن مبكرة بالنسبة لغيره من الأطفال العاديين و قد يتعلم بعض الأطفال المتفوقين القراءة تلقائيا دون أي توجيه و إرشاد من الكبار.
8- تعدد الميول فغالبا لا تنحصر ميول المتفوقين في مجال واحد .
هذه الخصائص العقلية أما عن الخصائص الجسمية فهي أن الطفل المتفوق عقليا ينمو بشكل يفوق المستوى العادي و هذا يخالف الفكرة السائدة ان التفوق العقلي يترافق مع إعاقة ما في الجسم .
أيضا يتمتع هؤلاء الأطفال بحس مميز للفكاهة و يدركون أبعاد النكات أكثر من أقرانهم العاديين . أيضا هؤلاء الأطفال يحبون أن يروا التشجيع و الاستحسان من قبل الآخرين بعكس الفكرة السائدة عن عدم مبالاتهم بالمجتمع و الانتماء إليه .
المتفوق عقليا يجمع بين الميل إلى البحث العلمي و الفلسفة و الميل إلى الاستماع إلى الموسيقا و الإنتاج الأدبي و الفني و لا يميل إلى كل ما هو منظم أو روتيني
و جمعه بين هذه المتناقضات يعود إلى قدرته على إيجاد توازن بينها.