عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
2

المشاهدات
3802
 
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي


عبدالله باسودان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
324

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10158
05-07-2013, 06:26 PM
المشاركة 1
05-07-2013, 06:26 PM
المشاركة 1
افتراضي مبحث في الفصاحة في اللغة العربية
مبحث في الفصاحة في اللغة العربية :

في اللغة : بمعنى البيان والظهور قال تعالى : ( وأخي هارون هو أفصح مني لساناً)
في الاصطلاح : عبارة عن الألفاظ الظاهرة المعنى المألوفة الاستعمال عند العرب .
والفصاحة تكون وصفً للكلمة والمتكلم يقال : كلمة فصيحة ، وكلام فصيح ،ومتكلم فصيح .
قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى :
" أعلم أن الفصاحة خلوص الكلام من التعقيد ، وأصلها من قولهم أفصح اللبن إذا أخذت عنه الرغوة ". وأكثر البلغاء لا يكادون يفرقون بين البلاغة والفصاحة، بل يستعملونها استعمال الشيئين المترادفين على معنى واحد في تسوية الحكم بينهما . ويزعم بعضهم أن البلاغة في المعاني ، والفصاحة في الألفاظ ويستدل بقولهم معنى بليغ ولفظ فصيح.
وقد رد الصفدي على من فرق بين البلاغة والفصاحة حيث يقول :
"إن بين البلاغة والفصاحة عموما من وجه وخصوصا من وجه وبيان ذلك : أما عموم البلاغة فلأنها تتناول الكلام الفصيح أي الحسن المبين ، وغيرالفصيح أي الغريب الوحشي . وعموم الفصاحة فلأنها تتناول الألفاظ المركبة فقط وخصوص الفصاحة فلأنها لا تتناول إلا الألفاظ العذبة المستعملة فقط . فثبت أن بين البلاغة والفصاحة عموما من وجه وخصوصا من وجه ."
فصاحة الكلمة هي خلوص الكلمة من الأمور التالية
من تنافر الحروف بأن لا تكون الكلمة ثقيلة على السمع صعبة على اللسان. فالبيت التالي لا يمكن انشاده في الغالب عشر مرات إلا ويغلط فيه المنشد لأن القرب في النطق يحدث ثقلاً في النطق:
وقبر حرب بمكان قفر
وليس قفر قبر مكان قبر
من غرابة الاستعمال وهي كون الكلمة غير ظاهرة المعنى ولا مألوفة الاستعمال عند العرب حتى لا يفهم المراد منها لاشتراك اللفظ أو للإحتجاج إلى مراجعة القواميس.
من مخالفة القياس بأن تكون الكلمة شاذة على خلاف القانون الصرفي المستنبط من كلام العرب فنحو ( الأجلل ) مخالف والقياس ( الأجل ) بالإدغام.
من الكراهة في السمع بأن تكون الكلمة وحشية تمجها الأسماع نحو (الجرشي ) بمعنى (النفس) .
من التعقيد المعنوي بأن يكون التركيب خفي الدلالة على المعنى المراد بسبب إيراد اللوازم البعيدة المحتاجة إلى إعمال الذهن حتى يفهم المقصود قال عباس بن الأحنف :
سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا
وتسكب عيناي الـدمـوع لتجمـدا
أراد بجمود العين الفرح والسرور الموجب لعدم البكاء وهذا خلاف المعنى المتفاهم .
قال يحي بن خالد : ما رأيت رجلاً قط إلا هبته حتى يتكلم فإن كان فصيحاً عظم في صدري وإن قصر سقط من عيني .
وقال محمد بن سيرين : ما رأيت على امرأة أجمل من شحم ، ولا رأيت على رجل أجمل من فصاحة .
وسمع النبي صلى الله عليه وسلم من عمه العباس كلاماً فصيحاً فقال : بارك الله يا عم في جمالك . أي فصاحتك .
قال الأصمعي قال معاوية يوماً لجلسائه : أي الناس أفصح ؟ فقال رجل من السماط : يا أمير المؤمنين قوم قد ارتفعوا عن رتّة العراق ، وتياسروا عن كشكشة بكر ،وتيامنوا عن شنشنة تغلب ،ليس فيهم غمغمة قضاعة ، ولا طمطمانية حمير قال: من هم ؟ قال : قومك يا أمير المؤمنين ، قريش قال صدقت فمن أنت ؟ قال : من جرم قال الأصمعي : جرم فصحاء الناس .
ومر رجل بأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ومعه ثوب فقال له أبو بكر : أتبيعه؟ فقال: لا، رحمك الله، فقال أبو بكر: لو تستقيمون لقومت ألسنتكم، هلا قلت : لا و رحمك الله.

يتبع >>>>